تفاعلاً مع ما ورد في محليات الجزيرة حول اهتمام المواطنين في محافظة المذنب بالمجسمات والنوافير التي اوجدتها بلديتهم في العديد من الميادين بطريقة غير مدروسة ثم قامت بإزالتها.. إلخ ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن هذا يذكرنا بعشرات المجمسات والنوافير التي قامت الإدارات البلدية السابقة بإنشائها في العديد من المواقع في محافظة الرس بالتعاون مع بعض المؤسسات ورجال الأعمال، ثم تلى ذلك وجود إدارة قامت بحصد وإزالة عدد كبير من هذه الجمسات وآخرها دروازة الحمياني التي تكلف تغطيتها بالرخام أكثر من 100 ألف ريال والمسماة باسم المتبرع بها عوضه الله، ما اثار استغراب المواطنين وتأسفهم على هذه المجسمات التي كانت تجمل المدينة، وعلى هدر الأموال الكبيرة على انشائها ثم هدمها مع كونها من المكتسبات الوطنية التي ينبغي الحفاظ عليها، وفي حالة وجود أي ضرورة لإزالة أي منها تتحمل البلدية مسؤولية تعويض المحافظة بإنشاء مثلها في موقع آخر لاستمرار عملية التجميل والتنمية.
وقد كتبت بنفسي في هذه الصحيفة المباركة عن هذه المجسمات التي خسرتها المحافظة، كما كتبت أنا وبعض المواطنين مباشرة إلى الجهات المختصة للمساعدة في إقناع مسؤولي البلدية بالتوقف عن إزالة المزيد من هذه المجسمات والنوافير والمحافظة على ما تبقى منها، وكانت المحصلة النهائية لهذا الاهتمام من جانبنا هي استدعائي إلى قسم البحث الجنائي بشرطة الرس لإبلاغي عن سبب قيام البلدية بهدم الدروازة دون الإشارة إلى باقي المجسمات والنوافير التي لا تقل أهمية عن الدروازة، أما إدارة البلدية الحالية فقد احترمت رغبة المواطنين في المحافظة على ما تبقى من المجسمات والنوافير، غير انها رفعت يدها عن صيانتها وتشغيلها أو زيادة عددها، ولكن ما يهم هذه المجسمات بالدرجة الأولى هو السلامة من الهدم ولسان حالها يقول:
يا عيد يا معطي طويلات الأرسان
نبغى السلامة منك وهي المعونة
وفق الله المسؤولين إلى الصواب في انفاق المال العام بأكبر قدر ممكن من النزاهة والانضباط وتحاشي كل شكل من أشكال الهدر لهذا المال، حتى وان كان ذلك بلا صخب ولا هياط كما في إزالة هذه الجماليات حماية حدوده وحماية مقدراته لأن وطناً لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه.
- محمد الحزاب الغفيلي