كريم بن إبراهيم ">
ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً؛ أن جعلتنا من خير أمة أخرجت للناس، لك الحمد على نعمك وآلائك العظام؛ أن اخترت لنا الإسلام دينا، وأرسلت محمداً رسولاً، وجعلت فينا الوحيين الكتاب المجيد والسنة النبوية المطهرة.
ولك الحمد يا الله؛ أن حبيتنا بولاة أمركرام، شرحت صدورهم للهدى، وهديتهم لصيانة الدين الحنيف والشرع القويم، ووفقتهم للحكم بالكتاب العظيم والهدي النبوي القويم.
ولك الحمد رزقتنا بعلماء مباركين تعلموا كتابك وسنة نبيك بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، فحملوا العلم وأخذوه بقوة ويقين وأدوه للمسلمين وبثوه ونشروه في ربوع المملكة وجنباتها، ومنها إلى جنبات الأرض وأصقاع المعمورة، وأولوا المعتقد والتوحيد من أوقاتهم وجهودهم وبذلهم ما هو لائق به ومناسب له، حيث المكانة الكبرى والمكان السامق لهذا العلم الشريف علم أصول الدين؛ فكان أن نعمنا في ظل هذا التوحيد والإيمان بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار.
فطوبى ثم طوبى لعبد أدرك أن بلاد الحرمين الشريفين، بلاد التوحيد والسنة، بلاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما نعمت ولا زالت تنعم بموفور العز، وكريم العيش، وألفة القلوب، ووحدة الكلمة؛ لرفعها راية لا إله إلا الله محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، ولدفاعها عن هذه الراية راية العز والتمكين.
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وزادهم هدى وسداداً، وعزاً ورشاداً، وجزاهم خير الجزاء وأوفاه، وأيدهم بتوفيقه وطاعته ونصرة ملته.