عبدالهادي الخلاقي ">
عبارة حق قالها السفير السعودي في بغداد فيما يحدث من انتهاك وجرائم بشعة بحق أهل السنة في العراق على أيدي مليشيات الحشد الشعبي الطائفية الإرهابية التي تقتل العراقيين بنهج طائفي مقيت، فقد رأينا جرائمهم البشعة في حق أهل السنة في منطقة المقدادية وضواحيها التي تنم عن حقد طائفي وكأنه ثار قديم.
تصريح السبهان جاء رداً على سؤال أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معه، ومن البديهي ان يقول رأيه بكل صراحة وتجرد فيما يخص الجرائم التي يرتكبها الحشد الشعبي الطائفي، حيث أكد السبهان وأي إِنسان يطرح عليه مثل هذا السؤال: أنه لا يجب على هذه المليشيات الإرهابية ان تقوم بدور الجيش الوطني صاحب السلطة القانونية في الدفاع عن العراق وحفظ الأمن فيه، وهذه المهمة لا يجب ان تناط بأي تنظيم لا يحمل صفة رسمية في الدولة، وإلا لأصبحت العراق كالغاب بلا نظام يديرها من يمتلك السلاح والقوة، ولهذا السبب جميعنا نستنكر وجود تنظيمات خارجة عن القانون على مثل تنظيم داعش والقاعدة وفيلق القدس وعصائب الحق الشيعية، وفيلق بدر وحزب الله وو.. الخ، سواء كانت شيعية أم سنية، فكل هذه التنظيمات الإرهابية إنما هي تنظيمات لا تخضع لقوانين وأعراف دولية ولا تمثل نظام دولة.
الغريب في الأمر ان مجرد تصريح شخصي من قبل إِنسان عربي عبَّر فيه عن واقع مرير في بلد عربي شقيق أثار حفيظة كثير من العراقيين «الموالين للنظام الإيراني وعملائه»، وأصبحت القضية الأولى لدى الحكومة العراقية وقياداتها، بينما دخل عشرات الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وملايين من الإيرانيين ممن اخترقوا الحدود العراقية - الإيرانية ودخلوا بغداد ومنحوا الجنسية العراقية دون ان يشكل هذا خطرا على أمن وسيادة العراق من منظور الحكومة العراقية وقادتها، ناهيك عن نهب ثروة العراق النفطية التي تحول لتمويل حزب الله ونظام بشار الأسد في سوريا، كل هذا لم يكن ذا أهمية بالنسبة للحكومة العراقية.
سبحان الله، الحرس الثوري الإيراني استباح كل ما هو متاح في أرض الرافدين، غيّر هوية الأرض العربية وأصبحت وكأنها محافظة إيرانية تدار من مرشدها الأعلى بطهران، هذا كله لم يشكل خطراً على العراق وعلى شعبها ولا يُعدُّ خطرا يهدد سيادته وأمنه، بينما بضع كلمات خرجت بشكل عفوي نابعة من ضمير إِنسان عربي يتألم لما يراه من قتل ممنهج بحق إخوانه العراقيين أقاموا الدنيا بسببها ولم يقعدوها.
هذا الكم الهائل من ردات الفعل تجاه ما قاله السبهان يدل دلالة قاطعة على ان الحكم في العراق خرج من أيدي العراقيين وخلع جلبابه العربي، ويدل كذلك على مدى الحقد الدفين للعرب خصوصاً المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي ما زالت تدافع عن قضية الأمة العربية والتي تعتبر العمود الفقري للعقيدة الإسلامية السمحة التي اصطفاها ربنا - عز وجل - لهذه الأمة، كل هذا العداء، كل هذا التحريض، كل هذا الحقد لمجرد تصريح، بينما تطالعنا إيران ورموزها وقياداتها بين الحين والآخر بتصريحات وتهديدات مرة بأحقيتهم في البحرين وأخرى تتوعد وتتهدد باجتياح دول الخليج العربي، وكذلك تتوعد بهدم الكعبة وبنائها بما يتوافق مع عقيدتها المبنية على الحقد على العرب والعروبة والحقد على الإسلام الذي بدد إمبراطوريتهم وكسر شوكتهم.