سِفْر الأَمثال ">
إِذا كُنْتَ لا حُلْمـًا تَـمَـنَّى بُـلُوْغَـهُ،
فكُـلُّ سَبِـيْـلٍ تَـبْـتَـغِـيْـكَ سَبِـيْـلُ!
* * *
ابْتَسِمْ؛ لَسْتَ بِأَشْقَى ذا الوَرَى
إنَّمـا أَشْقَى الوَرَى مَنْ عَـبَسَا!
* * *
يَظَـلُّ (الحـَيُّ) خِشْفًا، طِفْلَ أُمٍّ،
إِذا ماتَتْ يَـشِـيْخُ الطِّـفْلُ بَـغْـتَـةْ!
* * *
أَحْبِبْ عَدُوَّكَ كَيْ يُحِـسَّ بِأَنـَّـهُ
بالُوْنَـةٌ في ساحَـةِ الأَلْعـَابِ!
* * *
إِذا طَعَـنَـتْـكَ في ظَـهْـرٍ ظُـهُـوْرٌ
شَهِدْنَ بِأَنَّ سَـيْـفَكَ في الصَّدَارَةْ!
* * *
رُبَّمـا سِحْـرُ بَـيـَـانٍ
غَـلَبَ الحـَـقَّ الـمُـبِـيْـنا!
* * *
كُـلُّ ابْنِ أُنـْـثَى، وإِنْ
خَـدَّاهُ ضَـوْءُ الـبَـدْرِ
لم يَـخْـلُ مِنْ سُفْعَـةٍ،
تُـغْرِيْ بِـهِ أو تُـزْرِيْ!
* * *
لا يَكْسَبَنَّ تَحَـدِّيًا أَحَـدٌ كَـمَـنْ
لا يَخْسَـرَنَّ غَـدًا رِهَـانـًا يُخْسَـرُ!
* * *
إنَّ العُـيُوْنَ أَقَــرُّهـا أَعْـماهـا
لم تُـبْـصِرِ الدُّنْـيَـا ولا أُخْرَاها؟!
* * *
إِذا ما بَسْمَـةٌ وَلَــدَتْ هِـلالًا
بِـثَغْـرِ هَزِيْمَـةٍ بَدَرَتْـهُ نَصْـرَا!
* * *
كُلُّ اخـتِـلافٍ في الوُجُوْدِ تَـلاقُحٌ
لا نُـوْرَ فـي نُـوْرٍ بِغَـيْرِ ظَـلامِ!
* * *
لا تَشْرَبَنْ كأسَينِ مِنْ نارِ الهَـوَى:
نَـأْيَ الحـَبِيْبِ ونَـأْيَ صَبْرِ الصَّابِـرِ!
* * *
لُغَـةُ ابتِسَامِكِ يا ابتِسَاميْ عالَـمِـيَّـةْ
ما حاجَـتِـيْ لِقِراءَتِـيْ بالأَبـْجَدِيَّـةْ؟!(2)
* * *
بالحُبِّ تُـثْرِيْ في النُّـفُوْسِ وتَـكْسَبُ
الـمَالُ يَذْهَبُ في الثَرَى والـمَـنْـصِبُ!
* * *
لا تَطْعَـنَنَّ بِذَوْقِ زَوْجِكَ واذْكُـرَنْ
في البَدْءِ كُنْتَ بِذَوْقِـها المُخْتَارَا!
* * *
إِذا ما فَوْقَ رَأْسِكَ حامَ هَمٌّ
فـلا تَـتْرُكْـهُ يَـبْـنِـيْ فِـيْـهِ عُـشَّهْ!
* * *
صادِقْ ذِئابَ الغَابِ، يَحْـنُ الغَابُ!
واحْـمِلْ سِلاحَكَ فالأَنامُ ذِئـابُ!
* * *
وكُلُّ قَمِـيْءِ طَـبْعٍ سَوْفَ يَـشْقَى
بِـنَـخْـلٍ في السَّمَـاءِ سَرَى فـنَالا!
* * *
بكُلِّ دَقِـيْـقَـةٍ تَـشْجَى تَـشِيْبُ
برَأْسِكَ شَعْـرَةٌ ويَطِـيْحُ نَجْـمُ!
* * *
مَنْ يَستطيعُ الطَّـيْـرَ في حَدَقِ السُّهَا
وسَماهُ تَـرْسُفُ في بُطُـوْنِ زَواحِـفِ؟!
* * *
وإِذا سَمِعْتَ نُـبَاحَ كَلْبٍ صاخِـبًا
هَـمَسَ النُّبـَاحُ: «أُرَيْـنِبٌ لا يَـنْـهَشُ»!
* * *
تُـحِبُّ ماضِيًا لِأَنـَّـهُ ذَهَـبْ
وتَشْتَرِيْ النُّحَاسَ مِـنْـهُ بالذَّهَبْ!
* * *
ليسَ العَظِـيْمُ بِمَنْ تَراهُ عَظِـيْما
إِنَّ العَظِـيْمَ فَـتًى يَـراكَ عَظِـيْما!
* * *
وإِذا سَـرَيْتَ مَعَ النُّجُـوْمِ تَخاصَـرَا
في خُطْـوَتَـيْـكَ الضَّوْءُ والظَّلْماءُ!
* * *
فَشَلُ التَّخْطِيْطِ يَعْنِـيْ دائِـمًا:
خِطَّـةً ناجِحَـةً تَـبْـنِـيْ الفَشَلْ!
* * *
يَهُـزُّ الجَـبَـانُ أُلُـوْفَ السُّيُـوْفِ
وأَمْضَى السُّيُـوْفِ لَـدَيْـهِ الهَـرَبْ!
* * *
شَمْسُ ابْـتِسَامِكِ أَمْضَى مِنْ مَوَاضِـيْـهِ
سُلِّـيْ شَذَاها تُـبَـايِعْكِ أَرَاضِـيْـهِ!
* * *
كُنْ في الأُسُوْدِ الصِّيْدِ شِبْلًا شَارِدَا
لا في النَّعَـامِ مَلِـيْـكَها والقائِدَا!
** ** **
(1) لم تَرِد في الشِّعر العربي للبحر الكامل التامِّ عَروض مُرَفَّلة ولا ضَرْب مُرَفَّل. وعلى هذا الوزن جاءت قصيدتي «قيامة المتنبِّي»، من ديواني «متاهات أُوليس/ قيامة المتنبِّي»، (الدار البيضاء/ بيروت: المركز الثقافي العربي | النادي الأدبي بالرِّياض، 2015، ص63- 69)، ومطلعها:
...وَكَمَـا تُؤَسْطِرُكَ الرَّوابيْ والسُّهُـوبُ
لَكَ صَهْوَةُ النَّشْوَى ورَجْوَى لا تَخِـيْـبُ
- أ.د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي
p.alfaify@gmail.com
http://khayma.com/faify