خالد البسام بين التأبين والتأليف ">
الثقافية - محمد المرزوقي:
في عام 1910م سأل أديب بحريني جريدة «المقتطف» السؤال التالي: ما قولكم في بيع الرقيق أفضيلة هو أم رذيلة؟ فإن كان الأول، فلماذا يصادره الغربيون؟ وإن كان الثاني فلماذا لا يقول بتحريمه علماء الدين في الشرق؟!
«ثمن الملح» نص أدبي للروائي البحريني خالد البسام، تناول فيه تاريخ الرق في الجزيرة العربية، في زمن مضى، وقد دفع بهذا النص إلى دار جداول لنشره.. ليكون آخر نص كتبه البسام قبيل رحيله المفاجئ إلى جوار ربه.
كما صدر بدعم من وزارة شؤون الإعلام في البحرين، وتحت رعاية مؤسسة الأيام للنشر إصدار خاص بعنوان «خالد البسام.. وداعاً» في ذكرى تأبين خالد البسام، وذاك بمشاركة جمعية الصحفيين البحرينية، وجمعية آثار وتاريخ البحرين، وأسرة الأدباء والكتاب، والشاعر علي الشرقاوي، وجمعية الثقافة بالخبر. كما تصدر الإصدار كلمة لعائلة البسام بذكرى (الأربعين) التأبينية، جاء ضمنه: كما ترحل الطيور المهاجرة بسرعة وبدون وداع، أو استئذان.. رحل خالد بهدوء كما عاش.. لم نرتو من أحاديثه، وكتاباته، ونكاته، التي كان يرويها لنا بعد عودته من القاهرة.. المدينة التي عشقها.. وكان يقول: إن سعادتي فيها تكمن بتوفر الكتب، والجو الثقافي، والابتسامة والقلوب الطيبة.. وهل هناك أكثر من ذلك سعادة..؟!
ومما جاء في ثنايا المشاركة التأبينية لعائلة البسام عنه: كان - رحمه الله - بسيطاً، لا يحب المراسيم والبروتوكولات التي تفرض عليه في حفلات التكريم، وكان يعتذر دائماً عن الحضور، والتي كان آخرها حفل تكريمه في الدوحة بجائزة مجلس التعاون، ككاتب من البحرين، من ضمن ثلاثة مبدعين، وكان يقول: إن حب الناس ومتابعتهم لكتبي.. هو أكبر تكريم لي.
وعن آخر إصدارات البسام.. واهتمامه الدائم بالقراءة.. جاء عن أسرته قولها: كان يقرأ ويكتب بشكل متواصل، وكأنه يسابق الزمن، ويدرك بأن العمر يمضي سريعاً، ولن يمهله ليعيش الفرح معنا بالاحتفال بزواج ابنته.. ويرى صدور روايتين له تحت الطبع في بيروت.. فقد كانت إرادة الله أسرع، ولكنك ستبقى حاضراً في ذاكرتنا .. وذاكرة الوطن دائماً.