سكان صنعاء يجهزون لاحتفالات غير مسبوقة بوصول الشرعية للعاصمة وتحريرها من الانقلابيين ">
الجزيرة - بشير عبدالله:
تطورات متسارعة تشهدها جبهات القتال شرق صنعاء ، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودين بطيران التحالف من تحقيق تقدم كبير والسيطرة على معسكر فرضة نهم الاستراتيجي ومركز المديرية وسلسلة الجبال الاستراتيجية المحيطة وما تلتها من مناطق باتجاه صنعاء ، لتصل خلال أيام بشجاعة واستبسال المقاتلين الأحرار إلى مناطق لا تبعد عن العاصمة المحتلة صنعاء سوى بضعة كيلوا متر ، ولم يعد يفصلهم عن مركز العاصمة سوى منطقة ارحب تليها منطقة بنى حشيش اللتان يستعد اهلها لاستقبال قوات الشرعية والانخراط في صفوفها لمقاتلة الانقلابيين ولفض الميليشيا التى جثمت لما يقرب العام على مناطقهم ، فيما جاهرت العديد من القبائل اليمنية المحيطة بمدينة صنعاء رفض الانقلاب معلنة احتضانها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واستعدادها للالتحاق بصفوف المقاومة الشعبية لمواجهة الانقلابيين .
المحلل السياسي محمد مصطفى قال إن قيادة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي اتخذت سلسلة من الخطوات والإجراءات الرامية الى تسريع وتيرة الحسم العسكري الميداني وتحرير اليمن - كل اليمن - من الميليشيا الانقلابية والوصول بأسرع وقت ممكن الى صنعاء لتحريرها وإعادتها إلى أحضان الشرعية بعد عام من الانقلاب . وأضاف «من تلك الخطوات والإجراءات التسريع باستيعاب دفعات من المقاومة الشعبية في الجيش الوطني في مختلف المحافظات بعد تدريبها تدريبا نوعيا عاليا ، إضافة إلى إخضاع وحدة من الجيش الوطني إلى عملية تدريب نوعية ، وتوجيه العديد من الوحدات القتالية والألوية العسكرية إلى الجبهات التى تشهد معارك ضارية ضد الميليشيا الانقلابية مثل تعز والمناطق الواقعة بين مأرب والجوف والسعي نحو حجة والبيضاء والحديدة وصعدة وعمران وأخيراً صنعاء العاصمة المحتلة».
ويرى الخبير العسكري المتقاعد فضل احمد ان ما قامت به القيادة الشرعية من عملية تشكيل مجالس عسكرية في عدة محافظات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحت قيادة موحدة كما في تعز وإب وذمار. وتوجيه ثلاثة ألوية عسكرية صوب مدينة البيضاء لتحريرها من الميليشيا، وألوية أخرى باتجاه الحديدة قادمة من مناطق ميدي وعبس وصولا إلى اللحية بعد استكمال تطهير وتأمين كافة المناطق المحررة على الساحل الشمالي، أضف إلى ذلك وصول تعزيزات عسكرية نوعيه عالية التدريب مصحوبة بالآليات ومعدات قتالية مقدمة من التحالف العربي، كل ذلك سيشكل طوق يطبق حصاراً على صنعاء من كل الجهات وسيمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة من بسط سيطرتها على كافة المناطق المحيطة بالعاصمة المحتلة.
وثمن فضل أحمد التقدم الملحوظ لقوات الشرعية في مناطق دمت وقعطبة ومريس بمحافظة الضالع ، والترتيبات العسكرية الجارية لفتح جبهة ذمار وما بعدها من مناطق جنوب وجنوب شرق مدينة صنعاء واحتمالية تطهير عاصمة البيضاء رداع والمناطق المحيطة والتى ستمثل جميعها عوامل تعزز من إمكانية التسريع بتحرير صنعاء والقضاء على الانقلابيين.
فيما يؤكد المحلل السياسي ناصر يحيى أن تمكن قيادة المقاومة الشعبية ونجاحها في استمالة قبائل مناطق شمال وغرب صنعاء وإقناعها بالانضمام للمقاومة والولاء للشرعية والتى تحمل حتى الآن مؤشرات ايجابية ستمثل الضربة القاضية للميليشيا الانقلابية لما سيترتب على هذه الخطوة من تغيير مفاجئ في موازين العمليات العسكرية الميدانية وتقدم قوات الشرعية وسيطرتها على ما تبقى من مناطق الطوق المحيطة بالعاصمة صنعاء كخطوة باتجاه تسريع ساعة الخلاص وتحرير صنعاء الذي يتوق إليه سكانها بفارغ الصبر.
في الوقت ذاته كثفت طائرات التحالف قصف مواقع وتجمعات الميليشيا في صنعاء ومحيطها للإجهاز على ما تبقى من إمكانيات الانقلابيين العسكرية وتحديدا مخازن الاسلحة التى تسيطر عليها الميليشيا وتعتمد عليها في تعزيز مقاتليها في الميدان. وفي اتجاه آخر اعتمدت قوات الشرعية سياسة قطع امدادات الميليشيا في عدة مناطق لتحاصرها وتضعف من قدراتها القتالية وفي نفس الوقت الزحف باتجاه مواقع تمركزها للإجهاز عليها والسيطرة على المواقع الاستراتيجية التى تحتلها ما دفع بجموع الميليشيا في كثير من المناطق إلى ترك مواقعها والهرب باتجاه صعدة التي توجه الشرعية سهام عملياتها القادمة صوبها لتقتلع الحركة الحوثية وميليشياتها من جذورها وتطهر كافة جحور وكهوف وأوكار المتمردين في صعدة معقلهم الرئيسي.
قيادة الشرعية تستعد حسب مراقبين لفتح عدة جبهات حول صنعاء لتضييق الخناق على المتمردين الانقلابيين لتصبح صنعاء بين كماشة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يحملون على عاتقهم مهمة وطنية خالصة تتمثل بتحرير صنعاء من ايادي العابثين والقضاء على ميليشيا التمرد والانقلاب، ليكون أمام الانقلابيين خيارين لا ثالث لهما إما الاستسلام أو انتظار مصيرهم المحتوم (قتلى أو أسرى) على يد أبطال الجيش والمقاومة الشعبية.
ويقول المواطن سليمان عبدالملك من أبناء صنعاء «نترقب وصول قوات الشرعية إلى العاصمة بفارغ الصبر كي نتحرر من سلطة الحديد والنار، فنحن في ظل حكم الميليشيا نعيش كالعبيد وحقوقنا كلها مصادرة والواحد منا لا يستطيع أن يفتح فاه ولو بكلمة تنتقد الوضع أو تطالب بحق». وأضاف «سكان صنعاء ضاقوا ذرعاً بحكم العصابة الانقلابية والجميع يتطلع إلى موعد التحرير من سلطة الانقلابيين وسترون أهازيج الفرح ومشاعر السرور التى سيعبر عنها سكان صنعاء عند وصول قوات الشرعية إلى صنعاء وطرد آخر انقلابي منها».