الجنادرية - سعودالهذلي:
((ابن يا باني)) والتي كان يرددها إنسان الباحة قديماً, وهو يقوم بمهمة بناء منزل من الحجر والخشب تستعيد أعمال البناء وطقوسه, تلك اللحظة الهاربة التي أصبحت غائرة في أقاصي الزمن بعد أن أقصتها التغيرات المعمارية الحديثة التي اتخذت نظماً معمارية وطرازاً حديثاً إلا أن قرية الباحة التراثية تعيد بعث الروح فيها, حيث يواصل البناؤون بشكل يومي عرض هذه الحرفة أمام الزوار, وتشكل هذه الفعالية إطلالة حقيقية على (ملحمة إنسانية حقيقية) عاشها الناس في زمن الماضي حين يتحول البناء مهرجاناً للتعاون والتآزر ومد يد العون عند البدء في بناء منزل أو عند بناء (ضرح), وهو الجدار الذي يحمي المزرعة في اللهجة المحلية من خلال ركن البناء الذي يستوقف الزوار وهم يشاهدون أعمال البناء القديم بالحجر حيةً أمامهم, حيث تستوقف أهازيج البناء التي يطلقها محمد سالم عبدالله ذو (60 عاماً) وأصوات طرق الحجر بالفأس, وشكل الجدار جحافل الزوار من مختلف الفئات العمرية أمام هذا الركن مبهورين.