مسيرة شعبية تتحدى آلة الموت وتكسر الحصار والانقلابيون يصدونها بصواريخ الكاتيوشا ">
الجزيرة - وضاح اليمن:
عشرة أشهر من الحصار والقتل والتجويع وتعز تئن تحت وطأة ضربات مليشيات الموت والدمار واجهت فيه التحدي الأكبر كونها تمثل نقطة التحول التاريخي في المسار السياسي اليمني الحديث والعائق الأكبر في وجه الانقلابيين لثقلها السياسي والديموغرافي وكثير من الاعتبارات الأخرى ، لا يكاد يمر يوم إلا وتعز تصحو على فاجعة ومجزرة ترتكبها المليشيات في حق أبنائها في ظل الحصار المطبق من قبل تلك المليشيات على أهم المنافذ الرئيسية للمدينة وهو ما أدى إلى منع دخول الغذاء والأدوية والأكسجين والوقود وإغلاق معظم المستشفيات الحكومية والخاصة في المدينة.
ورغم كل ذلك الحصار المطبق على المدينة لكسر إرادة أبنائها كان لتعز وشبابها ظلت تعز تتنفس الأمل من خلالهم لتأتي قافلة الضمير كقافلة شبابية أرادت كسر الحصار بشكل علني متحدية آلة الموت والدمار للمليشيات الانقلابية لتنطلق يوم الجمعة الخامس من شباط من مدينة التربة الباسلة التي تمثل المتنفس الحيوي لتعز والرئة التي تتنفس من خلالها كونها تمثل أهم المعتركات التاريخية للحركة الوطنية اليمنية منذ ما قبل منتصف القرن الماضي . بدأت القافلة في التشكل بمشاركة شعبية كبيرة تصدرها شباب وشابات وبدأت مسيرة الأقدام الراجلة التي أعادت للأذهان مسيرة الحياة الراجلة الى صنعاء ومسيرة البن أو كوفي موكا التي كانت إلى المخا وكثير من المسيرات التي خطتها أقدام شباب وشابات تعز .
ظلت أعين المليشيات تراقب وترصد تحرك القافلة عن بعد والتي لم تكن تحمل سوى الحياة من غذاء وأدوية لمدينة يرضخ سكانها منذ عشرة أشهر للحصار أطلقت ثلاثة صواريخ كاتيوشا إلى القرب من نقطة الانطلاق الأولى وما كادت تصل أول نقطة لها حتى أطلقت أربعة صواريخ اخرى الى مدينة النشمة نقطة الوصول الأولى للقافلة وقعت بالقرب من القافلة بعشرات الأمتار وأدت إلى إصابة ثمانية أشخاص بينهم طفل.
الناشط الحقوقي نشوان نعمان أحد منظمي المسيرة والمدير التنفيذي لمركز القانون الدولي والإنساني بتعز تحدث إلى الجزيرة بأن هدف القافلة إنساني بحت جاء بعد مشاورات وتجهيزات منذ حوالي شهرين لانطلاقها الذي تأخر لمرات لأسباب عديدة منها انضمام الكثير من الشباب الذي كانوا قد قرروا المشاركة في المسيرة في البداية إلى معسكرات الجيش الوطني ولكن في نهاية الأمر قررنا البدء في القافلة بعد تسجيل كثير من الشباب والناشطين لأسمائهم للمشاركة في القافلة لكسر الحصار عن تعز التي تحولت إلى سجن كبير في ظل حصار المليشيات الحوثية وقوات المخلوع لها وسبق انطلاق القافلة العديد من الفعاليات الرياضية والداعمة للقافلة ورغم إطلاق المليشيات صواريخ الكاتيوشا بالقرب من منطقة تجمع القافلة في مدينة التربة إلا أن ذلك زاد المشاركين إصرارا للاستمرارية وكذلك ازدياد نسبة من التحقوا للمشاركة من مختلف الفئات العمرية ودعا الناشط نشوان إلى فتح ملف تحقيق في استهداف المليشيا الانقلابية للقافلة من قبل المنظمات الدولية والإنسانية والضغط على المليشيات من أجل كسر الحصار والسماح بدخول المواد الغذائية . ويقول الناشط الإعلامي محمد المقرمي: قافلة الضمير مبادرة شبابية لكسر الحصار عن تعز بأرقى معاني الإنسانية وقيمها النبيلة والتي انتهجت السلمية لتحقيق غاياتها في انقاذ أرواح المدنيين المحاصرين منذ أشهر طويلة واستهداف القافلة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع يؤكد مدى إجرامية ووحشية هذا المليشيات التي انكسرت أمام صمود أبطال المقاومة الشعبية ولم تتقدم خطوة فلجأت إلى حصار المدنيين في محاولة بائسة لكسر إرادتهم «ووجه محمد المقرمي رسالة شكر أيضا لمركز الملك سلمان الذي قدم المساعدات الغذائية والدوائية للمدينة المحاصرة رغم منع المليشيات من إدخالها».
قافلة الضمير التي استهدفها عديمو الضمير بآلة موتهم وحقدهم سوف تستمر قوافل قوافل هكذا يقول منظمو المسيرة وشبابها من خلال شعاراتها التي كانوا يرددونها وأقدامهم تخط ملحمة جديدة من ملاحم الانتصار للحياة.