الشباب مع الجبال.. عال العال ">
كتب - سليمان اللزام:
بعد فترة التوقف وبعد فترة الانتقالات الشتوية والتي من خلالها رمم فيها الشباب صفوفه ببعض العناصر مع إجراء تغيير فني وإداري، بعد هذه وتلك بدا الشباب بصورة مثالية إذ بان التطور الفني على أداء الفريق وحقق نتائج إيجابية إذ تمكن من تسجيل الانتصار في أربع مباريات متتالية ثلاث منها في دوري جميل ومواجهة واحدة في كأس خادم الحرمين الشريفين، وقد ظهر لاعبو الفريق بروح عالية ومغايرة تماماً لما كانت عليه خلال الدور الأول والتي كانت فيها أحواله الفنية والنتائجية متواضعة الأمر الذي جعله يهوي في بعض أسابيع الدوري للمركز التاسع وهو مركز لا يليق بفريق كبير بحجم وقيمة الشباب ذلك النادي العريق الذي نافس على البطولات وحقق الكثير منها في سنوات خالية حضر فيها الليث فأبدع وأمتع وسجل في تاريخه كماً وافراً من المنجزات المحلية والخارجية فكان تراجعه بهذه الطريقة الغريبة مثار استغراب الكثير من النقّاد والمتابعين للدوري السعودي.
بداية التصحيح
كانت الخطوة الأولى نحو التصحيح ومعالجة الأخطاء الاستغناء عن الجهاز الفني بقيادة الأرجواني الفارو، وتبعه الاستغناء عن ابن جلدته المهاجم المفلس ألفونسو والذي كان عالة على خط الهجوم الشبابي طوال الدور الأول والذي لم يسجل خلاله سوى هدفين فقط، وكان أداؤه في الكثير من المباريات رتيباً لا يسجل ولا يهدد مرمى المنافسين ولا يتحرك داخل وخارج منطقة الجزاء، فكان عالة بحق على خط المقدمة ومحبطاً لعناصر الفريق بمجمله.
صنّاع القرار في البيت الشبابي أحسنوا صنعاً حين أعطوا الثقة للمدرب العربي القدير فتحي الجبال الخبير في الدوري السعودي، وهو الذي حقق نجاحات كبيرة مع الفتح وهو الذي يجيد التعامل مع اللاعبين ويحسن تهيئتهم في الجوانب النفسية على وجه التحديد والتي برع فيها الجبال بشكل واضح بحكم خبرته العريضة وتعامله المثالي والتقارب الفكري والنفسي واللغوي أيضاً بينه وبين اللاعبين الأمر الذي مكّنه من التعامل معهم بشكل أخوي جميل، وهو ما انعكس على أدائهم خلال التدريبات وفي المباريات وأعاد لهم الروح فكانوا يتسابقون على خدمة الفريق والنهوض به من كبوته الكبيرة. كما نجح صنّاع القرار أيضاً في التعاقد مع المهاجم الجزائري محمد بن يطو وهو المهاجم الصريح الذي يجيد التعامل مع الكرات العكسية والطولية داخل منطقة الجزاء ويتقن ترجمتها داخل الشباك، كما أنه يحسن التحرك على الأطراف وصناعة الفرص داخل المنطقة فتجد له في كل مباراة بصمة واضحة إما بالتسجيل أو المساهمة فيه، ومن شاهد المستويات التي قدمها بن يطو مع الشباب خلال المباريات القليلة التي شارك فيها منذ قدومه يدرك إمكانات اللاعب الفنية والمهارية وحتى البدنية العالية، وأعتقد بأن الشباب قد وجد ضالته في خط المقدمة بهذا اللاعب المهاري والقناص.
كما أتمت إدارة الشباب التعاقد مع اللاعب البرازيلي كاميلو وهو الذي يجيد صناعة اللعب ويتقن تسديد الكرات الثابتة فضلاً عن مهاراته الفنية الجيدة التي أظهرها على أرض الميدان، ولكنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يحقق الانسجام مع المجموعة ويقدم كل ما لديه.
عودة الخبير
الشباب كان بحاجة ماسّة لإداري خبير ومحنك، ولم تجد إدارة الشباب بداً من الاستعانة بالخبير خالد المعجل وهو المدير الذي حقق نجاحات كبيرة قبل سنوات قليلة حين كان يتولى إدارة الكرة بالنادي بحكم إجادته التعامل مع اللاعبين ومقدرته العالية على احتواء المشكلات، ولا شك بأن وجوده في الفترة الحالية ساهم في تطور العمل الإداري والفني واكتمال النجاح من جميع الجوانب.
توهج السليطين
النجم الموهوب بدر السليطين كان بحاجة ماسة لإتاحة الفرصة، وقد طالب العديد من المحبين للشباب بإعطائه الفرصة إلا أن المدربين الأجانب والذين مروا على الفريق كان لهم رأي آخر، وحين تولى التونسي فتحي الجبال مهام القيادة الفنية منحه الضوء الأخضر للمشاركة أساسياً، فكان محل الثقة حيث أظهر ما لديه من إمكانات فنية ومهارية عالية ونثر إبداعه داخل المستطيل الأخضر، فأضحى العلامة الفارقة والرقم الصعب في قائمة الفريق الأساسية حيث إنه يجيد صناعة اللعب وتوزيع الكرات يميناً وشمالاً ويضع المهاجمين على أعتاب مرمى المنافس، كما أنه يتقن التصويب من خارج منطقة الجزاء لما يمتلكه من قدم قوية مكّنته من التسجيل في أحيان كثيرة.
وأعتقد جازماً بأن جماهير «الليث» تشكر التونسي فتحي الجبال على تقديره لموهبة اللاعب وعنايته به كثيراً.
معالجة أخطاء الدفاع
كمٌ واضح من الأخطاء الكبيرة والفادحة بانت على خط الظهر الشبابي وتسببت في ولوج عدد من الأهداف السهلة كما حدث في لقاءي هجر والخليج والتي تسلل من خلالها المهاجمون بين متوسطي الدفاع وتمكنوا من التسجيل بسهولة، وأظن أن فتحي الجبال لن يغفل هذه الثغرة الواضحة وسيعمل جاهداً لمعالجتها على وجه السرعة إذ إن بقاء الأمر كما هو ربما يكلف الفريق الكثير خصوصاً في المواجهات الصعبة ومع تصرُّم أسابيع الدوري والتي يسعى من خلالها الشباب للتقدم نحو المراكز المؤهلة للبطولة الآسيوية.
ورغم التفاؤل الكبير الذي بدا على أنصار «الليث» مع هذا التطور الواضح في مستوى ونتائج الفريق، إلا أنه يحتاج لمزيد من العمل ومضاعفة الجهد كما تحدث بذلك رئيس النادي عقب مواجهة الخليج حتى يكون الشباب بصورة مثالية ترضي محبيه وتمكنه من المنافسة في الدوري وفي المسابقة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين، وهو الذي اعتاد التوهج فيها وتحقيق لقبها مرات عديدة.