عبدالمجيد محمد المطيري ">
نحن بشر وهبنا العقل لحمل الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فرفضوا حملها وحملها الإنسان وهو أضعف!
وهبنا الله تلك الميزة لنحكم بها أمرنا وميزنا عن باقي الكائنات بالعقل لا بشيء آخر.
فلا تبحث فيما لا يعنيك وفيما يضر الناس.
ولا تنقل قولاً لم تسمعه وتراه بنفسك.
قال المولى عز وجل في محكم كتابه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (سورة الحجرات 6) ولهذه الآية تفسير واضح وجلي.. فلله الأمر من قبل ومن بعد.
عندما تغتاب فإنك تظلم نفسك وتظلم من اغتبته بدون وجه حق!
ولكل من ظلم الغير بقصد أي مع «سبق الإصرار والترصد» وأخذته العزة بالإثم.
فليعلم أن غدا لناظره قريب والظلم ظلمات.
ومن ظلم من دون قصد أي «بعث وأرسل ونطق دون الرجوع والتأكد والتثبيت الثبات الصحيح» فقد وقع فيما يكره..وهذا يدرج تحت قول «من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه».
خلاصة القول..
لا تغتب ولا تسمح للغيبة والنميمة في مكان تجلس فيه..
وحكم عقلك في الأمور كبيرها وصغيرها..فالعقل ميزة.
واحرص أن تحمل ما يكون جميلا بك حمله من حسن القول والعمل ويليق بك رفعه ويفرح الناس بسماعه ورؤيته فحامل المسك أحب إلى الله من نافخ الكير.
وصية إلهية : (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً).
- جدة