أوتاوا - هاتفياً - تهاني الغزالي:
أظهرت دراسة حديثة أجراها الأخصائي والباحث الإكلينيكي بمدينة الملك فهد الطبية هاني العباد أن عدم توفر خدمات العلاج الطبيعي في مراكز الرعاية الصحية الأولية وقصرها فقط على المستشفيات العامة والتخصصية يزيد من مشاكل مرضى الجهاز العظمي والعضلي الذين يعدون ثاني أكبر عدد من المراجعين لتلك المراكز الصحية وحيث وصلت عدد زيارتهم لمليوني زيارة وفقاً لأحدث الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في شهر نوفمبر 2011م.
وقد أوصى الباحث في دراسته التي تم نشرها في إحدى المجلات العلمية المرموقة بضرورة إدخال خدمات العلاج الطبيعي ضمن منظومة خدمات الرعاية الأولية بالمملكة، بدلاً من قصرها على المستشفيات العامة أو التخصصية لأن ذلك سيسهم في تقليل متاعب المرضى إذا تلقوا خدمة العلاج الطبيعي في الوقت المناسب، بدلاً من الانتظار لفترات طويلة بسبب إجراءات التحويل. وقد أشار الباحث العباد في دراسته إلى أن توفير عدد من الدول المتقدمة كأستراليا وأمريكا وبريطانيا وكندا هذه الخدمة في مراكز الرعاية ساهم في ارتفاع معدل رضا المرضى عن هذه الخدمة وتقليل الأضرار الناجمة عن تأخير توفير هذه الرعاية كاستمرارية الأعراض وتحولها إلى مزمنة يصعب علاجها.
وأضاف هاني العباد إلى أن توفر تلك الخدمة في مراكز الرعاية الأولية سيسهم أيضاً في تقليل الحاجة للأشعة التشخيصية وتقليل الضغط على المستشفيات المركزية أو المرجعية، وكذلك في صرف الأدوية المسكنة وتقليل الحاجة إلى إجازات مرضية.
يتبين مما سبق بأن نتيجة الدراسة ورؤية قيادات العلاج الطبيعي بالمملكة تتسق مع مفهوم عمل اختصاصي العلاج الطبيعي الذين يتعاملون مع طيف واسع من الحالات الصحية من مختلف الأعمار بوسائل تحفظية طبيعية ثبت فعاليتها سريرياً وأيضا عن طريق الدراسات العلمية الكثيرة.
والجدير بالذكر أن الكثير من الدراسات العلمية بينت أن العلاج الطبيعي يسهم في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية والإعاقات المختلفة التي قد تنتج بسبب قلة النشاط الحركي ونمط الحياة الخامل، مقارنة بالأنواع العلاجية الأخرى سواء الدوائية منها أو الجراحية التي لا تخلو من مضاعفات وأعراض جانبية.