تقاعس بعض الخطباء والدعاة عن كشف خطر الجماعات الضالة بسبب ضعف الدور الرقابي والتوجيهي!! ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
فنّد المستشار والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة الشيخ نايف بن محمد العساكر جوانب مهمّة من تغلغل الأفكار المنحرفة إلى شبابنا، ومن ذلك جماعة الإخوان المسلمين حيث إنّ الجهل بحالهم وطرقهم أدّى إلى انتشار فكرهم المتطرف.
وقال الشيخ نايف العساكر في حواره مع «الجزيرة» إن تقاعس بعض الخطباء والدعاة في كشف خطر الجماعات الضالة بسبب انتمائهم، وضعف الدور الرقابي والتوجيهي والتثقيفي لوزارة الشؤون الإسلامية.
كما تناول الحوار أهمية وضع برامج للتحصين الفكري، ومسؤولية الجهات الشرعية في تصحيح الخطاب الديني وغير ذلك من الموضوعات.. وفيما يلي نص الحوار:
* يمثّل الأمن الفكري ركيزة أساسية في المجتمع.. ترى كيف يمكن تحقّقه؟
- نعم، إذا تحققت فيه أمور: كالتأكيد على تثبيت القيم التي قامت عليها هذه البلاد، ومصادرة مصادر ومنابع الانحراف من جميع محاضن التربية والتعليم، ومشاركة النخب الثقافية والإعلامية بخطاب متزن يبين أهمية الأمن الفكري وخطورة فقدانه، والمحافظة على الأجيال والأسرة من تغلغل الفكر المنحرف.
* في تصوّركم كيف تغلغلت الأفكار الغالية والتطرّف إلى شبابنا.. ومن يتحمّل المسؤولية في هذا الأمر؟
- تغلغلت هذه الأفكار المنحرفة من خلال مايلي:
أ- مما هو مستورد من جماعة الإخوان المسلمين كما صرح بذلك سمو الأمير نايف - رحمه الله -، وجماعة التبليغ.
فهاتان الجماعتان هما اللتان بمكرهما استطاعتا التغلغل باسم الدين والدعوة والصحوة! مع أن بلادنا هذه هي بلد الدعوة الأولى، ولكنهم شوهوا صورتها في الجلسات الخفية والخلوات والرحلات، حتى صاروا يكفرونها، ويحسنون صورة الدعوات الإخوانية والتبليغية ويقدسون رموزهم مهما بلغت فضائحهم وخيانتهم للأوطان، وما أحداث مرسي عنا ببعيد.
ب- اختراقهم لمحاضن التربية والجامعات كما صرح بذلك سمو الأمير نايف -رحمه الله-، فقد مدوا الجسور مع الشباب ودمروا عقول الكثير منهم، واستغلوا كثيرا من الجمعيات لتمرير أفكارهم وخططهم؛ وهذا نص عليه عبدالله ناصح علوان وهو من كبار المنظرين للجماعة حيث قال:
(لن يعدم العاملون للإسلام في كل بلد الوسيلة، ولن تعجزهم الحيلة، قديكون من بنود العمل ..الاتصال الفردي أو تغيير الطريقة كالانتظام في سلك جمعيات العلماء لتعمل الجماعات الملاحقة باسمها وتدعو إلى الله تحت مظلتها، أو العمل على تشكيل جمعيات لتعليم القرآن وتحفيظِه لتقوم الفئات الدعوية بأداء رسالتها..).
ج- كتب جماعة الإخوان وخاصة كتب سيد قطب، وجعلها مراجع لبعض المقررات في بعض الجامعات.
د- الغفلة عن خطورتهم، وهذا نتيجة تلونهم، وهم يجيدون التلون أمام المسؤولين، و يكذبون باسم الدين، ويرون ذلك من المصلحة.
هـ- الجهل بحال جماعة الإخوان المسلمين، وطرقهم مما أدى إلى إحسان الظن بهم، هو من أبرز الأسباب التي أدت إلى انتشار فكرهم المتطرف.
و- تعاطف بعض طلاب العلم ممن ينتسب للمؤسسة الدينية الرسمية مع بعض المتطرفين، من خلال زيارتهم أوالثناء على علمهم، يشكل عقبة في محاربة التطرّف ينبغي الالتفاف إليها وتصحيحها.
* تقاعس بعض الخطباء والدعاة عن كشف الجماعات الضالة والغالية ما أسبابه في تصوّركم؟
- تقاعس بعض الخطباء والدعاة عن كشف خطر الجماعات الضالة بسبب انتمائه لتلك الطوائف، وإحسانه الظن بهم، وجهله بحالهم، والجاهل لايجوز أن يتولى خطابة ولا غيرها، وكسب الأتباع، فهو يخشى من الكلام فيهم فيخسر جمهوره، وضعف الدور الرقابي والتوجيهي والتثقيفي لوزارة الشؤون الإسلامية المعنية بالدعاة والخطباء.
* هل تؤيدون وضع برامج للتحصين ومكارم الأخلاق لحماية شبابنا من الأفكار المنحرفة؟ وما آلية ذلك؟
- وضع برامج للتحصين الفكري مهم جداً، ولكن بشرط عدم إسنادها للمرضى فكرياً، وعدم اختراقها من المتلونين.
* برامج التواصل الاجتماعي أسهمت بقصد أو بغير قصد في بث سموم المغالين والمتطرّفين والإرهابيين.. ما مسؤولية المؤسسات الشرعية لمجابهة هذه السموم؟
- مسؤولية الجهات الشرعية كبيرة جداً، وهذا يحتم تصحيح الخطاب الديني، ووضع برامج مضادة، تبين خطر الفكر المنحرف وأساليبه والدعوة إلى التعايش والوسطية والاعتدال، وضرورة مشاركة الجهات الأمنية والإعلامية والتربوية.
* في الوقت الذي تحقق فيه الجهات الأمنية نجاحات كبيرة في القضاء على بؤر الإرهاب نجد أن هناك ثمّة تقصيرا من قبل بعض الجهات ويكون عملها أشبه بفقاعات إعلامية فقط.. كيف يتم تفعيل العمل لديهم؟
- هذا صحيح، وكثيراً ما يتكرر، بل المصيبة أن يتم استبعاد المؤثرين فكريا بالحجة والبرهان، وإشراك الموبوئين بدلاً عنهم!
وهذا يفقد الثقة في هذه البرامج، أضف إلى ذلك ضعف الدور التوعوي والتوجيهي (التحصيني) للمؤسسات الدينية الحكومية.