كتب - نبيل العبودي:
المتتبع لقضايا الوسط الرياضي يجد أن هناك تناقضاً عجيباً وغريباً بينها، بل انتقائية واضحة بين هذه وتلك. ولعل من أبرزها ما يدور الآن حول رئيس لجنة الحكام عمر المهنا ونيته مقاضاة عدد من رؤساء الأندية، ليس لشيء سوى أنهم ظهروا إعلامياً ليطالبوا بمنحهم حقهم في المباريات، وإنقاذهم من أخطاء الحكام المتكررة ضدهم. تلك الأخطاء التي شاهدها القاصي والداني.. أخطاء كانت مؤثرة في نتائج المباريات التي جيرتها من فريق إلى آخر؛ فهناك من وضعته في موقف ومركز حرج، قد يدفع ثمنه غالياً بالهبوط إلى دوري الأولى.. وأخرى ساهمت في تعثر آخر من الانفراد بالصدارة أو المنافسة عليها.. بل لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل تخطاه إلى ما هو أدهى وأمرّ بظهور رئيس لجنة الحكام إعلامياً، وتأكيده مقاضاة رؤساء الأندية، وتقديم شكاوى متعددة إلى لجنة الانضباط ضدهم.. في ردة فعل أراد بها استعطاف الآخرين.. فذلك هو المبرر الوحيد لذلك التصرف من المهنا الذي أنهكت أخطاء حكامه ولجنته كاهل العديد بل غالبية الفرق، وحدّت كثيراً من انطلاقتهم وتحقيق نتائج إيجابية أفضل.
المهنا - للأسف - يحاول وسط تلك الأخطاء المتواصلة والمتكررة من الحكام، التي لا تكاد تخلو جولة من جولات دوري عبداللطيف جميل منها، وليس في مباراة واحدة فقط.. يحاول استعطاف الآخرين ومحاولة استمالتهم نحوه، والوقوف معه، إلا أنه لن ينجح؛ كون تلك الأخطاء طالت العديد منهم، والمستفيد منها قلة.. ردة الفعل تلك من المهنا لن تجدي نفعاً وهو يمارس نفس الدور مع كل ظهور إعلامي لمسؤولي الأندية للمطالبة بحقوقهم المهدرة من قِبل لجنة الحكام، خاصة أنها تأتي منه بانتقائية واضحة ومكشوفة للعيان، وهو يتجاهل ظهور مسؤولين لأندية سابقين، كانت ردة فعلهم أقوى وأشد قساوة، ووقف منها موقف المتفرج.. ذكرتنا بمواقف مشابهة تعرض لها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم نفسه، وصلت إلى حد التهديد بـ»الإنذار الأخير»، وكان الرد عليها بعبارة «نحن إخوة أعزاء».. التي غابت عن المهنا وهو يهدد بشكوى مسؤولي أندية أخرى، كان تضررهم من الأخطاء التحكيمية لا يحتاج إلى محللين ليفصلوا فيها..
تلك الانتقائية التي تظهر كردود أفعال متباينة للرد على مسؤولي الأندية جعلت التساؤلات تُرمَى بكثرة، وتُطرح على الساحة الرياضية في محاولة لفك طلاسم وألغاز حملتها تلك الانتقائية، والسكوت عن بعضها، والوقوف ضد أخرى في محاولات فقط لذر الرماد في العيون..!!