خالد عبدالعزيز الحمادا ">
التوازن وعدم الاهتزاز والاضطراب مطلوب على مستوى الأفراد والمؤسسات وعلى مستوى الدول والقارات والأقاليم بل على مستوى العالم كله لذلك بعد نهاية الحروب العالمية وضعت مؤسسات ومنظمات دولية تضبط شيئا من اهتزازات واضطرابات عالمنا على مسطح الكرة الأرضية وتعيد إليه شيئاً من التوازن والهدوء في مناطقة الملتهبة والساخنة لكن هذه المنظمات هرمت وشاخت وبسبب المصالح وقوة نفوذ بعض الدول الكبرى لم تعد هذه المنظمات العالمية تؤدي دورها بالشكل المطلوب لذلك أصبح عالمنا اليوم أشد تعقيداً والتهابا مما قبل.. وخاصة منطقتنا منطقة الشرق الأوس.. فسوريا الآن تدك وتهدم على رؤوس الأبرياء ويجوّع ويشرّد أهلها أمام بصر ونظر العالم وأمام مؤسساته ومنظماته ولا نجد مجرد قرار يجرِّم نظام الأسد ونظام الملالي أو مجرد خطوة جادة وجريئة للتدخل العسكري لايقاف هذا التعدي وهذا الجور وهذا الظلم على الشعب السوري وبما أن عالمنا اليوم تعصف به الأحداث والاضطرابات وتمارس عليه سياسات غير حكيمة وغير متوازنة وبما أن الدولة الجارة العدوة للعرب والمسلمين تستغل هذه الاهتزازات وهذه الأحداث لنفث سمومها ولنشر شرورها وفسادها ولتمددها في مفاصل دولنا العربية فدولة إيران تجد من هذه الاضطرابات فرصة سانحة للتمدد وإذكاء الفتنة وتنفيذ أجندتها ودعم منظماتها وعملائها في سائر دولنا العربية.. لذلك حكمتنا لها أمد وصبرنا نفد فقد آن للعرب ودول الخليج أن تضع حداً وان تتخذ قراراً لوقف هذا النزيف وهذا العبث وهذه الفتن التي تمارسها إيران وعملائها في شرقنا الأوسط.. ونحمد الله أن وفق هذه البلاد بهذا القائد الحكيم الحازم خادم الحرمين الشريفين.. نسأل الله أن يحفظه وأن يرعاه وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا وسائر بلاد المسلمين.. فأنشأ وقاد هذا التحالف (عاصمة الحزم) وهو في الحقيقة قرار جريء وشجاع وخطوة إيجابية تعيد إلى منطقتنا الهدوء والأمن والاطمئنان.. فالعدو استغل هذا التفكك والتنافر وقلة التكتلات في المنطقة وزاد من تدخلاته وعبثه في المنطقة لكن هذا التكتل وهذا التحالف فاجأه وقطع عليه الطريق وأربك ولخبط أوراقه ومخططاته.. وعدوك لا يريد منك مجرد اجتماع لمناقشة موضوع في مصلحة المنطقة فما بالك عندما يشاهد هذا التحالف والقرار النافذ.. عندما يشاهد عاصفة الحزم وهي تدك معاقل الحوثيين والمارقين على أرض اليمن.
حقيقة دولة الفرس أسقط في يدها وارتبكت سياستها لذلك مارست حمقها السياسي وغبائها عندما تركت السفارة السعودية لغوغائها وعملائها ولم تقدم لها الحماية والدفاع عنها وعن سائر السفارات فحماية المؤسسات الدولية في سائر الدول حق وواجب عالمي ودولي مهما كانت التوترات بين البلدين والدولتين.. أما الرد على هذا الحمق والغباء السياسي فكان حكيماً وحازماً عندما قطعت السعودية علاقتها معها وهي خطوة جريئة وقرار حازم وإيجابي، فالسعودية لها ثقل عالمي وإسلامي ونحن والعالم الإسلامي الأمة وهي الجسم الغريب والدخيل على جسد أمتنا المسلمة لذلك سوف تصبح دولة معزولة ومقاطعة من سائر الدول العربية والإسلامية ولذلك أخذت تمارس خداعها ودهائها السياسي بأن تعتذر وتطعمنا كلاماً معسولاً.. لكن التجارب وما تمارسه على أرض الواقع جعلنا لا نصدِّق قولها مهما قالت وحكت وتحدثت فجرائمها وشرورها في المنطقة علمنا أن فعلها يخالف قولها فهي تقول ما لا تفعل والسعودية دولة مسالمة وحكيمة عندما تنكفئ إيران على ذاتها وتنمو وتتطور داخل حدودها ومحورها وتترك فعلياً ممارساتها الخطيرة والخاطئة في المنطقة سوف تعيد العلاقات والتعاون معها لمصلحة المنطقة وإعادة الهدوء والتوازن لمنطقتنا الملتهبة والساخنة.
هذا الارتباك وعدم التوازن في المنطقة والمحاولة من دعاة الإرهاب لتشويه صورة الإسلام وجعله دين قتل وعداء وتشويه.. دفع هذه الدولة القائدة إلى إعلان خطوة جريئة وإيجابية وهي إطلاق مبادرة التحالف الإسلامي الذي يضم الآن أربع وثلاثين دولة قابل للزيادة وهي مبادرة ودعوة مفتوحة لسائر الدول الإسلامية وهي مبادرة ودعوة مفتوحة لسائر الدول الإسلامية للمشاركة في هذا التحالف الإسلامي الذي اتخذ من الرياض مقراً له وليس فقط تحالف عسكري وإنما هو تحالف عسكري وأمني وفكري وإعلامي.. فهناك ممارسات وتشويه مقصود للإسلام والمسلمين والسعودية مؤهلة لقيادة هذا التحالف مؤهلة بثقلها العالمي مؤهلة بعلاقاتها ودبلوماسيتها مؤهلة بمقدساتها وثقلها الديني فهي مهوى أفئدة المسلمين وعندما تعلن عن مبادرة وخطوة للدفاع عن المنطقة وعن الإسلام والمسلمين لا شك أن سائر الدول الإسلامية ستنظم وستصطف ضمن هذه القيادة وهذا التحالف.