ويلز - (رويترز):
يقول علماء الأحياء القديمة إن حفرية ديناصور، يرجع عهدها إلى 201 مليون سنة، عُثر عليها منذ عامين على شاطئ مقاطعة ويلز، يمكن أن تطرح قرائن مهمة لفهم عملية التطور من أواخر العصر الترياسي إلى بواكير العصر الجوراسي. وصُنف ديناصور (دراكورابتور هانيجاني) على أنه نوع جديد، وهو من أقدم ديناصورات العصر الجوراسي التي عُثر عليها حتى الآن، وهو من بين أكثر اكتشافات الحفريات اكتمالاً من ذلك العصر. والعصر الجوراسي المبكر مهم في تاريخ تطور الديناصورات، وهو يلي حادثة انقراض في أواخر العصر الترياسي، أدت إلى إبادة أكثر من نصف الأنواع على سطح الأرض، وربما أوجدت الهيمنة الشاملة للديناصورات، وفي مقدمتها ديناصورات مثل (تيرانوصور ركس) و(فيلوسيرابتور). تقول سندي هولز أمينة متحف الأحياء القديمة بمتحف ويلز القومي حيث تُعرض الحفرية «إنه اكتشاف مهم في مطلع العصر الجوراسي؛ لأنه في ذلك الوقت بدأ تنوع الديناصورات. وبدأت في التطور لتوها، لكن القارات كانت في وضع موات لهذا التطور مع دفء المناخ، وهو الزمن الذي شهد تطور مختلف أنواع الديناصورات اللاحمة التي استهلت رحلتها لتصل إلى (تيرانوصور ركس) و(فيلوسيرابتور) التي ظهرت في العصر الكريتاسي (الطباشيري)؛ لذا فإن هذا الديناصور الصغير مجرد واحد من سلسلة أولية طويلة، انتهت بظهور (فيلوسيرابتور)». ويرى الخبراء أن الأنواع التي نجحت في البقاء عبر العصر الجوراسي تنطوي على قرائن، تدل على تنوع الديناصورات إلى أنواع عدة، عاشت في أواسط العصر الجوراسي، وبعضها من أسلاف الطيور. ويعني الاسم العلمي (دراكورابتور) «التنين اللص» أما (هانيجاني) فيشير إلى الأخوين روب ونيك هانيجان اللذين اكتشفا هذه الحفريات بمنطقة قريبة من العاصمة ويلز.
وكان 40 % من جسم الحيوان محفوظاً جيداً بما في ذلك الجمجمة والمخالب والأسنان وعظام القدم. وبالاستعانة بعملية تناظر الجسم تمكَّن العلماء من وضع 80 % من شكل الديناصور (دراكورابتور). وقال الخبراء إنه نظراً لاكتمال الحفرية على هذا النحو فقد أمكن سد الكثير من الثغرات في تطور كائنات تلك الفترة ومقارنة هذه الديناصورات بأخرى عاشت في أمريكا وفي بقاع أخرى من العالم مع مقارنة صفاتها التشريحية؛ ما ساعد على تفهُّم كيفية حركتها وطبيعة غذائها ومعيشتها.