الجزيرة - سعد العجيبان:
رفض مجلس الشورى بالأمس إقرار توصية إضافية مقدمة على تقرير وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تطالب الوزارة بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية والإعلامية والشبابية وهيئة حقوق الإنسان لوضع إستراتيجية وطنية للأمن الفكري ببعديه الوقائي والعلاجي.
في حين طالب المجلس الوزارة بزيادة التنسيق مع الجامعات في المملكة لإيجاد برامج تدريبية كافية للأئمة وخطباء الجوامع.
جاء ذلك خلال جلسته العادية الـ18 المنعقدة أمس برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، حيث استكمل الاستماع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن ما أبداه الأعضاء من آراء واستفسارات أثناء مناقشة تقرير الأداء السنوي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للعام المالي 1435-1436هـ في جلسة سابقة.
الأمن الفكري
وأوردت العضو الدكتورة هيا المنيع في معرض مداخلتها حول التوصية المقدمة من زملائها الأعضاء، صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد وعطا السبتي والدكتور محمد القحطاني والدكتورة هيا المنيع، وضمن عرضها لمسوغات التوصية، بأن الاستقرار والتنمية لا يتحققان دون الأمن.
ذروة الإرهاب
وبينت الدكتورة هيا المنيع أن الإرهاب بلغ ذروته بين عامي 2003 و2006م، واستمرت الممارسات الإرهابية لمواجهة المستأمنين من الأصدقاء إلى أن وصلت لقتل الأهل والمصلين في مساجدنا من أبناء الوطن، وأشارت إلى أنه بحسب التقارير الرسمية فقد واجهت المملكة بمفردها 124 عملاً إرهابياً وأجهضت القوات الأمنية 250 عملاً إرهابياً هذا فقط من عام 2000 كما تم قتل 176 إرهابياً، فيما استشهد 71 رجل أمن وأصيب 407 آخرين، واستشهد 100 مدني وإصابة 579 آخرين.
الخطاب الثقافي الناعم
وأرجعت الدكتورة هيا المنيع تلك العمليات إلى الانحراف الفكري، مشيرة إلى أن بين هذا وذاك بقي الخطاب الثقافي ناعما ومهادنا مع الإرهابيين، معتبرين هؤلاء من الخوارج وتارة من الضالين المغرر بهم فكانت النتيجة أن إجرامهم دخل مساجدنا وبيوتنا، حيث قتل المجرم منهم أباه وابن عمه وخاله، وأضافت أنه مع تنوع أشكال الإرهاب استمرت القبضة الأمنية قوية وصارمة، ولكن الإرهاب تطور بين تنظيمات وخلايا نائمة وذئاب متفردة روعت الآمنين.
غياب المؤسسات الثقافية
وأكدت الدكتورة هيا المنيع أن الدولة عملت على تجفيف منابع التمويل فقننت التبرعات، ولكن بقي الفكر المتطرف بيننا وتمدد في مخابئ تتلبس بالدين وهي أبعد ما تكون عنه.. وذلك لغياب دور المؤسسات الثقافية عن دورها في محاربة هذا الفكر.. وحاولت وزارة الداخلية معالجة الخلل عبر برنامج محمد بن نايف للمناصحة.. الذي كان من الممكن أن يحقق أهدافه لو وجدت بيئة داعمة.. ولكن بات بعض خريجيه قنابل حارقة في خاصرة الوطن.. فهناك من يتلقفهم بفكر متطرف مع ملاحظة أن هؤلاء من صغار سن.. ما يؤكد أنهم في مراحل التعليم العام أو الجامعي.
رؤية مشتركة
واستشهدت الدكتورة هيا المنيع بعدم قيام المؤسسات التربوية بدورها في مواجهة الفكر المنحرف بفكر إسلامي وسطي.. وعلى الرغم من أننا نعتبر أن هؤلاء الشباب مغرر بهم.. إلا أننا لا نعمل على تحصينهم فكريا وحمايتهم لتعزيز بنائهم الفكري عبر برامج مناسبة تمكنهم من مقارعة الفكر بالفكر.. مما يعني أنه لا بد للمؤسسة التعليمية والمنزل والمسجد والإعلام وفق رؤية مشتركة لبناء منظومة فكرية رشيدة ترفض التطرف والتشدد وتواجه الأفكار الهدامة.
استراتيجيات على ورق!!
من جهته، قال العضو الدكتور عبدالله الفيفي: إن اللجنة أوردت أن هناك إستراتيجية أو استراتيجيّات ما!!.. في الوقت الذي يلحظ فيه الجميع خللا في الواقع والسلوك وأحوال الشباب والشِّيب.. ما يؤكد عدم جدوى ما يقال من استراتيجيات ورقية، مؤكدا أننا لا نريد استراتيجيات شكلية.. تكون حبرا على ورق.. بل برامج أعمال تطبيقية فاعلة تُلمس آثارها ونتائجها في حياة الناس.
العمل الخيري
وفي جانب آخر، أسقط المجلس توصية إضافية اشترك في تقديمها العضوين الدكتور حاتم المرزوقي والدكتورة مستورة الشمري تطالب بوضع برامج للعمل الخيري لتنظيم وتكامل الجهد الحكومي والأهلي للعناية في بيوت الله وتعميرها وصيانتها.
الخطباء
وفي شأن الأئمة والخطباء، أكد العضو الدكتور محمد آل ناجي أكد أهمية مواكبة الخطباء للأحداث والمتغيرات الاجتماعية، مطالبا وزارة الشؤون الإسلامية بالتنسيق مع معهد الأئمة والخطباء في المدينة المنورة لإخضاع الخطباء لدورات تدريبية مكثفة، داعياً إلى إعادة الصياغة لتعامل الوزارة مع الخطباء.
كراهية
من جانبه، قال العضو اللواء علي التميمي إن الغرب يلمسون كراهية الخطباء لهم، في الوقت الذي تتناول فيه الكثير من الخطب هذا الجانب.. وطالب وزارة الشؤون الإسلامية بأن تنبه الخطباء إلى هذا الأمر، بألا يكون هناك خطب كراهية، ودعا إلى دراسة لإعداد خطب الجمعة وتكثيف تدريب الأئمة والخطباء.
الدعاء لجنودنا
ورأى العضو الدكتور سعود السبيعي انحراف الخطب عن مشكلات المجتمع، وعدم تناولها بشكل كبير، داعيا إلى ضرورة تولي مختصين لكتابة خطب الجمعة وتعميمها على المساجد، رافضاً اجتهادات بعض الخطباء، فيما لاحظ العضو اللواء حمد الحسون تركيز الخطباء في صلاة الجمعة بالدعاء لأهل سوريا والعراق واليمن ولا يدعون لجنودنا البواسل في الجنوب.
المواقيت
وفي حين وافق المجلس على توصية إضافية قدمها عضو المجلس المهندس مفرح الزهراني تنص على تحسين وتطوير المواقيت بحيث يكون هناك نموذج موحد لجميع المواقيت، أكد العضو الدكتور خضر القرشي على أهميتها في الوقت الحالي، فالمملكة هي من تهتم بالحرمين الشريفين، ودعا إلى إسناد المواقيت إلى الشركات العاملة في الحرمين الشريفين، لصيانتها والاهتمام بها، وتوفير جميع الخدمات من مسكن واستراحات بمستوى عال من الخدمة.
خلف السيارة
من جهته، رأى العضو الشيخ إبراهيم أبوعباة ضرورة الاهتمام بالمواقيت، واستشهد باختباء البعض خلف سيارته ليتمكن من الإحرام بسبب عدم تهيئة المواقيت جيدا وتوفير الخدمات بشكل كامل فيها.
مقطع فيديو!!
فيما أيد التوصية العضو محمد الرحيلي داعياً المجلس لدعمها، وتساءل (كيف لمقطع فيديو أن يؤثر على المسؤولين لإصلاح الخلل.. بينما لا تجد توصية صادرة من مجلس الشورى أي تجاوب!!.
نشوة
العضو المهندس مفرح الزهراني سحب توصية إضافية تقدم بها على تقرير الوزارة التوصية تدعو إلى النظر في معايير اختيار خطيب الجمعة، مشترطا ألا يقل عمره عن 40 سنة، وبرر مهندس الزهراني سحب توصيته (كونه يتمتع بنشوة فرح، جراء موافقة المجلس على توصيته المتعلقة بالمواقيت، فيما يتخوف ألا يوافق على توصية معايير اختيار خطيب الجمعة).