سوريا.. قتلى وجرحى حصيلة تفجير سيارة مفخخة في دمشق ">
بيروت - أ ف ب:
أسفر تفجير سيارة مفخخة أمس الثلاثاء استهدف ناد لضباط الشرطة في منطقة مساكن برزة في شمال شرق دمشق عن مقتل ثمانية اشخاص واصابة عشرين آخرين على الاقل، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل ثمانية اشخاص واصيب عشرون آخرون على الاقل، غالبيتهم من عناصر الشرطة، في تفجير سيارة مفخخة في مرآب نادي الشرطة» في منطقة مساكن برزة. ونقل التلفزيون الرسمي لنظام الأسد عن مصدر في وزارة الداخلية ان «سيارة حاولت اقتحام نادي ضباط الشرطة في مساكن برزة وتصدى لها عناصر حماية النادي فقام الانتحاري بتفجيرها ما ادى الى قتلى واصابة عدد من المواطنين»، من دون تحديد الحصيلة. وتستهدف تفجيرات مماثلة العاصمة السورية بين الحين والآخر، كان آخرها في 31 كانون الثاني/يناير حين قتل 70 شخصا على الأقل في تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وتبناها تنظيم داعش.
من جهة أخرى بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا قدراتها القصوى على الاستيعاب مع استمرار تدفق الالاف من السكان الهاربين من هجوم تشنه قوات النظام في محافظة حلب، وفق ما أكد عاملون في مجال الاغاثة. وقال أحمد المحمد وهو مسؤول ميداني في منظمة «اطباء بلا حدود» يدخل يوميا من تركيا الى محافظة حلب (شمال) لوكالة فرانس برس عبر الهاتف الثلاثاء «تسببت موجة النزوح الاخيرة بالضغط على اكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال اعزاز حتى تركيا». واوضح انه «بسبب العدد الكبير من العائلات، لم تعد تتوفر اماكن كافية للنوم» لافتا الى ان كثيرين يضطرون «للنوم في الشوارع والعراء بدون بطانيات او اغطية».
وبحسب المحمد الذي يتولى مهمة «مدير الصيديلية والتبرعات» في منظمة اطباء بلا حدود، فإن منظمات الاغاثة كانت توزع خيما مخصصة لسبعة اشخاص لكن اكثر من عشرين شخصا كانوا يضطرون للنوم فيها في وقت لم تعد منازل السكان في القرى الحدودية تتسع لعدد اضافي من النازحين.
واعلن مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية ليل الاثنين ان ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها «الاستيعابية القصوى»، لافتا الى ان نحو 31 الف شخص نزحوا من مدينة حلب ومحيطها في الايام الاخيرة. واشار الى ان «ثمانين في المئة من النازحين من النساء والاطفال» جراء استمرار هجوم قوات النظام الذي بدأته قبل اسبوع في المنطقة بغطاء جوي روسي وتمكنت خلال همن السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بريفها الشمالي نحو تركيا. وقال المحمد ان «معظم العائلات غادرت منازلها مع الثياب التي يرتديها افرادها فقط» في وقت يتسبب البرد واكتظاظ النازحين «بحالات اسهال» في صفوفهم. وتعمل منظمات الاغاثة على تلبية الاحتياجات الاساسية للنازحين، وفق المحمد الذي اشار الى توزيع المنظمة مساعدات غير غذائية على غرار الخيم والبطانيات وفرش النوم وعدة المطبخ على الاهالي.
ويعاني الالاف من السوريين العالقين عند الحدود السورية مع تركيا من «ضغط نفسي كبير» وفق المحمد الذي يوضح انهم «تركوا منازلهم وكل ما لديهم خلفهم وهم لا يستطيعون التقدم الى تركيا» التي لا تزال حدودها مقفلة امام اللاجئين فيما تسمح بدخول شاحنات المساعدات. وابدى رئيس قسم العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين الاثنين «قلقه الشديد» جراء النزوح الجماعي من مدينة حلب وريفها الشمالي، مشيرا الى تقارير تفيد «بمقتل مدنيين واصابة اخرين بجروح وبتعرض البنية التحتية المدنية وبينها مستشفيان على الاقل للقصف». وشدد على ان «الناس بحاجة ماسة الى الماوى والغذاء والمستلزمات المنزلية الاساسية» داعيا كل الاطراف الى التوقف عن استهداف البنى التحتية المدنية والسماح للمدنيين بالانتقال الى مناطق اكثر امنا».