السالمي يتصفح 1025 عدداً من مجلة «الرسالة» ">
تصل المقالات الصحفية إلى درجة المصدر التاريخي عندما ترتبط بكاتب أصيل وله صلة بالبحث العلمي، وأيضاً عندما تنشر في مطبوعات رصينة مثل مجلة الرسالة التي صدرت في جمهورية مصر العربية وظلت منبراً للأفكار الجديدة وملتقىً لكل العرب خلال عمرها الذي استمر واحداً وعشرين عاماً فقط (1351 ـ 1372م / 1933 ـ 1953م ) لصاحبها ومديرها ورئيس تحريرها الكاتب والأديب المعروف أحمد حسن الزيّات.
الأستاذ حمّاد بن حامد السالمي الباحث والصحفي السعودي المعروف يتصفح في بحثه (مكة المكرمة في مجلة الرسالة المصرية) المشارك في الندوة أعداد المجلة كاملة والبالغة 1025 عدداً راصداً الأسماء السعودية، خصوصاً وأسماء الكتّاب العرب عموماً الذين كتبوا في المجلة عن مكة المكرمة في جوانب مختلفة وبمواد متنوعة تراوحت بين الدراسات والتعليق على كتاب ذي علاقة بتاريخ مكة، ونقاش جاد حول أخبار إسلامية سالفة، ودراسات أدبية وجغرافية واجتماعية عن مهبط الوحي، ورصد السالمي أكثر من 13 مقالاً بأقلام سعودية تعد في طليعة المؤرخين والأدباء والشعراء والمفكرين في المملكة العربية السعودية، وذكر أن أول مشاركة لقلم سعودي في المجلة كانت للأستاذ أحمد علي المكي، وكان في عددها السابع والخمسين وفي سنتها الثانية، ومن تلك الأسماء السعودية التي شاركت في مجلة الرسالة عبدالقدوس الأنصاري وحمد الجاسر وأحمد محمد جمال وعبدالله الحصين الذي نشرت مقالته (ومن الحجاز)، وهو لم يزل طالباً في دار التوحيد بالطائف، وعبدالله عبدالجبار، وإبراهيم هاشم فلالي، وأحمد عبدالغفور عطار، وغيرهم من الذين كتبوا عن البلد الأمين في مختلف المجالات.
كما رصد البحث عدداً من الأقلام من الدول العربية التي كتبت في شؤون مكية، فقد كانت المجلة في عصرها منبراً عالياً وللأقلام الكبيرة والرصينة، مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيّات وعبدالوهاب عزام وأمين الخولي ومحمد صادق الرافعي وأحمد أمين، وعلي الطنطاوي الذي نشرت له المجلة مقالات عديدة من ضمنها مقالة بعنوان (في طريق المدينة) في عددها السابع والتسعين، يصف فيه رحلته للحج بين دمشق والمدينة المنورة ومكة المكرمة عبر طريق بري جديد يربط بين المدن الثلاث، وغيرهم.
وكان من أبرز الموضوعات التي كتبوا فيها حالة الأمن المستتب والاستقرار الكامل التي تعيشها الحجاز بعد ضم الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ لها تحت الحكم السعودي، مما جعل موسم الحج يعج بالأدباء والمفكرين والباحثين من الدول العربية بعد أن سلمت الطرق وأمنت النفوس وقام العدل واستقام في كل أرجاء المملكة العربية السعودية.