وقفات إدارية شبابية غيّرت ثوب الليث للأفضل ">
كتب - علي القحطاني:
أثمرت التغييرات الكبيرة التي أحدثتها الإدارة الشبابية على الصعيدين الفني والإداري واللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية عن تحقيق نتائج إيجابية، بل وأعادت لمحة من بريق الليث الذي عرف عنه تقديم كرة قدم جميلة وجماعية، من خلال انتصاره في ثلاثة لقاءات متتالية أمام الاتفاق في بطولة كأس الملك والرائد وهجر في دوري عبد اللطيف جميل، حتى وان كان الحكم لا يزال مبكراً على اعتبار ان الفريق لم يواجه أحد الفرق المتنافسة على اللقب، إلا أن معادلة كرة القدم السعودية اختلفت في المواسم الأخيرة فلا يمكن التنبؤ بنتيجة أي لقاء من حيث النتيجة مع تقارب المستويات، والدليل على ذلك النتائج الأخيرة في دوري عبد اللطيف جميل بالإضافة إلى بطولة كأس الملك.
الشباب استبدل عواد العنزي بخالد المعجل على الصعيد الإداري وكانت خطوة مهمة جداً بعد ان أخفق العنزي في الجوانب الإدارية رغم اجتهاده، وعودة المعجل كان لها الأثر الكبير من حيث الروح والانضباط وهو الذي يملك خبرة طويلة وحقق نجاحات كبيرة في السابق، وتم التعاقد مع المدرب التونسي فتحي الجبالي الذي غيَّر شكل الفريق فنياً ونفسياً بشهادة النقاد واللاعبين أنفسهم، واعاد ترتيب أوراق الفريق الفنية وانتشل الشباب من حالة الضياع الفني مع المدرب السابق الفارو جوتيريز، وقام بتوظيف اللاعبين بالشكل المطلوب وشاهدنا مستوى رافينها قبل موسم ونصف واعطى الثقة للموهوب بدر السليطين والعديد من التغييرات الفنية التي غيرت شكل الفريق للأفضل، ولعل غياب أهم اسمين بالفريق الشبابي رافينها ومعاذ عن لقاء هجر وتجهيز البديل المناسب وعدم تأثر الفريق بالنقص والغيابات دليل على ذلك، على الرغم من ان المشاكل الدفاعية بدأت بالظهور مع غياب المرشدي، وتم التعاقد مع البرازيلي كاميلو الذي يتطور من لقاء لآخر وكان أهم تعاقد على مستوى اللاعبين مع الجزائري محمد بن يطو الذي انسجم سريعاً مع المجموعة وسجل ثلاثة أهداف وصنع هدفا في ثلاثة لقاءات سجل من خلالها هدف في كل لقاء وبأهداف لاعب هداف لا يخطئ المرمى، واعاد ذكريات الهداف الأرجنتيني تيجالي وان استمر على هذا المستوى فمن الممكن ان ينسي الشبابيين تيجالي.
وفي لقاء الشباب مع هجر قدم الشبابيون لفتة رائعة بإهداء المشجع الشبابي المصاب بالسرطان «الشهراني» الفوز ورفع قميص الإدارة الشبابية برئاسة عبد الله القريني مع عضو الشرف الداعم والمشرف يجمل صورة المشجع وإهدائه بعد كل هدف من الأهداف الثلاثة بالإضافة إلى ارتداء قميص عليه صورة المشجع، بالإضافة إلى دعوته للتواجد في المنصة للقاء هجر، ولعل مثل هذه البادرة تفعل الدور الحقيقي للأندية كأندية ثقافية واجتماعية ورياضية، ونادي الشباب من أهم الأندية التي تعزز هذا المفهوم.
ولا شك ان طموح الشبابيين لا يقف عند هذا الحد، فالهدف القادم تحسين مركز الفريق بمركز يؤهله للمشاركة في البطولة الآسيوية، على الرغم من الفورمة العالية لفريقي الاتحاد والتعاون مع المتنافسين على لقب الدوري الهلال والأهلي، إلا أن الفرصة سانحة ان استمر بحصد النقاط لاقتحامه للمراكز الأربعة المؤهلة للبطولة الآسيوية بعد فقدان المنافسة منطقياً على لقب الدوري، بالإضافة إلى خروجه من بطولة كأس ولي العهد في نصف النهائي أمام الهلال، وتبقى كذلك أمامه بطولة كأس الملك، لكي يكون ختاما يليق بفريق بطل وحاضر باستمرار في المنافسة وحصد الألقاب، الأهم هو الاستمرار على تحقيق النتائج الإيجابية والبدء برسم خطه للموسم القادم لكي لا يقع مسيرو النادي في نفس أخطاء الماضي من خلال التأخير في الإعداد والعشوائية في القرارات التي جعلت من الشباب في متاهة خلال موسم ونصف، الشباب حالياً يقدم كرة قدم جميلة أعادت للمشجع الشبابي الثقة بالفريق وأوجدت الحلول الهجومية بعد العقم الهجومي والتكتيكي مع الفارو وافونسو، وأصبح المشجع الشبابي شغوف في انتظار اللقاء القادم لأنه بدأ يشاهد لمحة من فريقه الحقيقي في ارض الميدان وهو الحكم على العمل المقدم من مسيري النادي.