الجزيرة - علي مجرشي:
وصف الأستاذ حمد القاضي أمين عام مؤسسة العلامة حمد الجاسر الثقافية بأن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) (أيقونة المهرجانات الثقافية العربية) على مدى 30 عاماً، حيث تتوفر فيه كل عوامل التميُّز من رياضة الهجن العربية إلى تقديم التراث وماضينا بإبداع وإمكانات كبيرة ليس بالمملكة فقط، وإنما بالخليج العالم العربي لتشابه الحياة ووسائل العيش بالماضي، فضلاً عن ذلك فالمهرجان يتميز بالخطاب الثقافي الذي يتماهى مع قيمة هذا المهرجان ويتناغم مع الحراك الثقافي بالمشهد السعودي، وبالعالم العربي وأخيراً (لمسة الوفاء) في كل دورة لأحد الرموز الثقافية والعلمية السعودية: احتفاء بمنجزها وإيفاء بحقها في خدمة منظومتنا الثقافية السعودية، وهذا التكريم للشخصية الثقافية هو إعلاء لشأن الثقافة بالوطن حيث تحظى الشخصية الثقافية المكرمة بنيلها أرفع وسام وطني من يد خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف القاضي: لنترحم على الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي رعى هذه النبتة خلال العقود الثلاثة ولم تكن تتجاوز مناسبة (سباق للهجن) حتى تحولت إلى أكبر احتفاء تراثي وثقافي يحتفي بالماضي إرثاً بقدر ما يقدم الحاضر منجزاً ويستشرف المستقبل عطاء، ونثمِّن للملك سلمان تواصل الرعاية لهذا المهرجان وتوجيهه بكل ما يحقق نجاحه.
وقال أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ الجاسر: إن (البرنامج الثقافي) من خلال متابعتي له ومن خلال مشاركتي فيه أحياناً يبلور ويتناول بندواته ومحاضراته وأمسياته ما يهم المثقف والمتابع السعودي والعربي وذلك من واقع تناول قضايا الشأن السياسي والفكري والتراثي والاجتماعي في كل دورة، ولو استعرضنا برنامج هذا العام لألفيناه ذا شمولية في كافة مناشطه عبر الندوات التي طرحت الشأن السياسي بندوتيه الكبيرتين عن الملك عبد الله - رحمه الله -، والملك سلمان - حفظه الله - ثم الشأن الثقافي عبر المزيد من المحاور، ولعل أبرزها ندوة الشخصية المكرمة الأديب أبو عبد الرحمن ابن عقيل التي حظيت بحضور عدد كبير من المثقفين وتفاعلهم معها، ثم نجد الشأن الاجتماعي حاضراً في ندوة الأسرة بالتربية فالمهرجان يخاطب ويستجيب لكافة أطياف المجتمع بمختلف شرائحه.
وأضاف حمد القاضي: إن هذا المهرجان يجلّي حضارة وثقافة المملكة ليس بوصفها وطناً يعيش نهضة اقتصادية وصناعية فقط ولكن بوصفها أيضاً إنساناً مثقفاً وفاعلاً ينتج ويضيف إلى الثقافة العربية والإسلامية ولا يستهلكها وحسب.
وقال الأديب حمد القاضي: إن ما نفخر به هو أن المهرجان قام على يد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز حتى صار أبرز مهرجان ثقافي عربي، ثم جاء من بعده الملك سلمان الذي واصل عنايته بالمهرجان هذا العام وحظي بكل اهتمامه حيث قدم إلى أرض الجنادرية صباحاً ولم يغادرها إلا مساء رغم مسؤولياته، وكان يوم الأربعاء (يوماً جنادرياً) معتزاً ومحتفياً برعاية خادم الحرمين للحفل الخطابي ثم زيارته للقرية التراثية وافتتاح مشروعاتها الجديدة، ولقائه بأبناء الوطن في صحرائهم التي فتحت قلبها لاستقباله.
وختم القاضي تصريحه بقوله: إن مما يطرّز الفرح بالوجدان أن (المهرجان صناعة سعودية) أثبتت تفوقها بإنتاج ( مهرجان تراثي وثقافي) هو الأبرز في الوطن العربي بدءاً من كبار المسؤولين عنه وفي مقدمتهم سمو الأمير متعب بن عبد الله رئيس اللجنة العليا بما عُرف به من إخلاص وجدية وعلاقات حميمة مع مثقفي الوطن ممن يخدمون تراثه وثقافته يساعده معالي نائب رئيس اللجنة العليا أ / عبد المحسن التويجري الذي يترجم توجيهات سمو الأمير متعب إلى برامج على الأرض تراثياً وثقافياً، ولعل الجميل هنا أن وزارة الحرس بمهرجانها هذا لا تستأثر بوضع البرنامج الثقافي بل إنها منذ بداية برنامج المهرجان الثقافي تسند مفردات (النشاط الثقافي) إلى (لجنة المشورة الثقافية) التي تعقد كل عام ويشارك فيها عدد من المثقفين والمثقفات بالمملكة ويرأسها أ / التويجري الذي يقول لهم بداية كل جلسة: (البرنامج الثقافي منكم ولكم فاقترحوا ندواته ومحاوره والشخصية المكرمة التي ستعرض على اللجنة العليا فتوجه بتنفيذها من قبل مسؤولي البرنامج).
ووزارة الحرس وفقت بكفاءات وطنية تؤدي عملها بإتقان وتفاعل وحرص شديد على نجاح المهرجان سواء فيما يتعلق بجانبه التراثي والثقافي وسواء منهم المدنيين أو العسكريين، وأشير إلى من يتعاملون معنا تحديداً كمثقفين كالأستاذ سعود الرومي والأستاذ حسن الخليل، والأستاذ فالح العنزي وأ / فهد المغامس وكافة زملائهم بالإدارة والتنظيم والثقافة والإعلام فهم فريق واحد يعمل الواحد منهم وكأن المهرجان بمنزله، ومزيداً من العطاء، فهذا الوطن: وطن مدنية وثقافة معاً.