عمر إبراهيم الرشيد
هناك مقولة لرائد المسرح والكاتب الإنجليزي الأشهر وليم شكسبير، وهي أن (الحياة مسرح وكل منّا يؤدي دوره فيها). وعندما يقال إن المسرح أبو الفنون فذلك ليس جزافا إِذ إنه أول أشكال الفنون وأقدمها، ابتدعه الاغريق لتعزيز القيم الإنسانية بطريقة محببة وبحبكة درامية تشويقًا وغرسًا لتلك القيم. واستمر المسرح في دوره التنويري والتثقيفي عمقًا واتساعًا عبر الأجيال إلى أن وصل إلى المجتمعات الغربية
التي تستمد من الثقافة والحضارة الإغريقية كثيرًا من جوانبها، وإلى يومنا هذا والمسرح محتفظ بمكانته الثقافية والفنية والاجتماعية برغم ظهور وسائل الترفيه والفن المعاصرة ومزاحمتها لتلك التقليدية، لأن المسرح كما نعلم يمكن أن يؤدي دورًا تنويريًا كبيرًا إذا أحسنت إدارته وتوظيفه بشكل احترافي يراعي القيم والمبادئ السامية وقضايا المجتمع وهمومه وشجونه.
قبل أيام قرأت تقريرًا صحفيًا عن كاتب ومخرج مسرحي سوري كون فرقة مسرحية في العاصمة الأردنية عمان وشرع في عمل ورش مسرحية وتدريبات على أعماله، ثم أقام خيمة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، سماها (خيمة شكسبير) لتدريب الأطفال هناك على فنون المسرح والتمثيل. من أهداف المسرح المعروفة ما يسمى بـ(التنفيس)، وهو عملية إخراج تلك المشاعر السلبية من غضب أو إحباط أو انهزامية أو خوف وغيره من مشاعر مكبوتة وذلك بطريقة صحية دونما تخريب أو إيذاء للنفس أو الغير، كأنها عملية حوار غير مباشر بين الممثلين على خشبة المسرح والجمهور، وتبادل للرؤى والأفكار والهموم، والتوعية بأفضل الحلول ووسائل العلاج لهذه المشكلة أو تلك وسبل الوقاية منها، كل ذلك بقالب درامي فكاهي (كوميدي) حينا ومؤثر أو مأساوي (تراجيدي) حينا آخر وذلك حسب سيرورة أحداث المسرحية ومهارة الكاتب والمخرج. لذا فما يقوم به الفنان السوري نوار بلبل حقيقة يكشف مدى وطنيته وإخلاصه لمجتمعه وإيمانه بدوره ككاتب مسرحي وفنان يرى أن عليه الإسهام بدوره فيما يمر به مواطنوه ووطنه من محن وأهوال، عبر الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين عن طريق المسرح الهادف، ما يستحق به التكريم والدعم، فأين مهرجو الفن الهابط من هذا الكاتب والمخرج المسرحي المحترم.
فرقة مسرح (شكسبير غلوب) البريطانية هي الأخرى هرعت إلى مخيمات اللاجئين في كاليه الفرنسية التي تضم ستة آلاف لاجىء من دول شتى، جمعتهم هموم الاغتراب والخوف من المجهول والبرد وغيره. حطت هذه الفرقة رحالها في المخيم لتعرض على جمهوره مسرحية (هاملت) لمؤلفها وليم شكسبير، بهدف الدعم النفسي والمعنوي وأحياء تلك القيم التي تجمدت بصقيع التهجير وفراق الديار. يقول مخرج العمل جوي مورفي (إن الحاجة إلى التحفيز الثقافي تعقب الحاجة إلى الغذاء والمأوى)، فما أجمل وأروع من المسرحي والفنان كاتبًا أو ممثلاً حين يقوم بدوره الإنساني ويتلمس جراحات ومعاناة أخيه الإِنسان، للتوعية بها ودعم علاجها ومواساة من يعانيها.
المسرح أداة تنوير وتوعية وتثقيف حضارية، يرتقي بالوعي الاجتماعي والذائقة الإنسانية ويسهم في معالجة الهم الاجتماعي وتقديم النقد الصادق والهادف، كما أنه وسيلة ترفيه راقية، فليت المسرح لدينا يأخذ حقه من الدعم والاهتمام ويسترجع نشاطه السابق في السبعينات وأوائل الثمانينات الميلادية، مع التنويه بجهود أمانة منطقة الرياض في دعم المسرح منذ سنوات ولاتزال، ومحاولة وزارة التربية حاليًا لإعادة المسرح المدرسي إلى الحياة بعد اختفائه، طابت أوقاتكم.
التي تستمد من الثقافة والحضارة الإغريقية كثيرًا من جوانبها، وإلى يومنا هذا والمسرح محتفظ بمكانته الثقافية والفنية والاجتماعية برغم ظهور وسائل الترفيه والفن المعاصرة ومزاحمتها لتلك التقليدية، لأن المسرح كما نعلم يمكن أن يؤدي دورًا تنويريًا كبيرًا إذا أحسنت إدارته وتوظيفه بشكل احترافي يراعي القيم والمبادئ السامية وقضايا المجتمع وهمومه وشجونه.
قبل أيام قرأت تقريرًا صحفيًا عن كاتب ومخرج مسرحي سوري كون فرقة مسرحية في العاصمة الأردنية عمان وشرع في عمل ورش مسرحية وتدريبات على أعماله، ثم أقام خيمة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، سماها (خيمة شكسبير) لتدريب الأطفال هناك على فنون المسرح والتمثيل. من أهداف المسرح المعروفة ما يسمى بـ(التنفيس)، وهو عملية إخراج تلك المشاعر السلبية من غضب أو إحباط أو انهزامية أو خوف وغيره من مشاعر مكبوتة وذلك بطريقة صحية دونما تخريب أو إيذاء للنفس أو الغير، كأنها عملية حوار غير مباشر بين الممثلين على خشبة المسرح والجمهور، وتبادل للرؤى والأفكار والهموم، والتوعية بأفضل الحلول ووسائل العلاج لهذه المشكلة أو تلك وسبل الوقاية منها، كل ذلك بقالب درامي فكاهي (كوميدي) حينا ومؤثر أو مأساوي (تراجيدي) حينا آخر وذلك حسب سيرورة أحداث المسرحية ومهارة الكاتب والمخرج. لذا فما يقوم به الفنان السوري نوار بلبل حقيقة يكشف مدى وطنيته وإخلاصه لمجتمعه وإيمانه بدوره ككاتب مسرحي وفنان يرى أن عليه الإسهام بدوره فيما يمر به مواطنوه ووطنه من محن وأهوال، عبر الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين عن طريق المسرح الهادف، ما يستحق به التكريم والدعم، فأين مهرجو الفن الهابط من هذا الكاتب والمخرج المسرحي المحترم.
فرقة مسرح (شكسبير غلوب) البريطانية هي الأخرى هرعت إلى مخيمات اللاجئين في كاليه الفرنسية التي تضم ستة آلاف لاجىء من دول شتى، جمعتهم هموم الاغتراب والخوف من المجهول والبرد وغيره. حطت هذه الفرقة رحالها في المخيم لتعرض على جمهوره مسرحية (هاملت) لمؤلفها وليم شكسبير، بهدف الدعم النفسي والمعنوي وأحياء تلك القيم التي تجمدت بصقيع التهجير وفراق الديار. يقول مخرج العمل جوي مورفي (إن الحاجة إلى التحفيز الثقافي تعقب الحاجة إلى الغذاء والمأوى)، فما أجمل وأروع من المسرحي والفنان كاتبًا أو ممثلاً حين يقوم بدوره الإنساني ويتلمس جراحات ومعاناة أخيه الإِنسان، للتوعية بها ودعم علاجها ومواساة من يعانيها.
المسرح أداة تنوير وتوعية وتثقيف حضارية، يرتقي بالوعي الاجتماعي والذائقة الإنسانية ويسهم في معالجة الهم الاجتماعي وتقديم النقد الصادق والهادف، كما أنه وسيلة ترفيه راقية، فليت المسرح لدينا يأخذ حقه من الدعم والاهتمام ويسترجع نشاطه السابق في السبعينات وأوائل الثمانينات الميلادية، مع التنويه بجهود أمانة منطقة الرياض في دعم المسرح منذ سنوات ولاتزال، ومحاولة وزارة التربية حاليًا لإعادة المسرح المدرسي إلى الحياة بعد اختفائه، طابت أوقاتكم.