عرضٌ لأهم مميزات المشروع بالكلمة والصورة ">
كتب - محرر الوراق:
في الوقت الذي شهدت في المملكة العريبة السعودية في القترة الماضية طفرة في الإنجازات وتناميا في المشاريع التنموية والتي استطاعت أن تبرز أهداف الخطوات المهمة والبرامج المستقبلية من حيث الاهتمام بالإنسان وتنميته، تطوير واستكمال البنى التحتية مع مواكبة التطورات التقنية في هذا المجال ومراعاة التطور الهائل الذي يشهده العالم من حيث البرامج العلمية والمعرفية، وفي خضم ذلك جاء إنشاء مشروع ساعة مكة المكرمة في وقت تبؤأت فيه مكانتها المملكة في المنطقة والعالم من حيث الإنجازات على كافة الأصعدة بشكل يتناسب مع قيمة المكان من الناحية الدينية كوجهة للمسلمين جميعا وتأكيدا على اهتمام القيادة السعودية برعاية وتطوير الحرمين الشريفين.
إن استعراض إنجاز حضاري وهندسي عملاق بحجم ساعة مكة المكرمة قد لا يختزله عمل في إطار وقتي محدد حيث إن أهيمته تتعاظم وتبرز مع مرور الوقت، وذلك ما يميز هذه الدلالات التي يحملها ويؤكدها هذا المشروع وارتباطه الوثيق بالهوية الإسلامية واستكمالا للاهتمام بالعلوم والأبحاث التي برزت منذ القرون الإسلامية الأولى في جيمع المجالات وساهمت في تطور البشرية وانتقلت خارج حدودها الجغرافية لتشكل قاعدة لما نعرفه اليوم من تسارع ونمو في الإنتاج والبحث التقني بشكله الحديث.
وعليه جاء تقديم شركة ناشر الصحراء لكتاب مكة المكرمة كخطوة مهمة واستدراك لأهمية التميز الذي عمل عليه في مشروع ساعة مكة المكرمة من جميع النواحي ابتداء بهويته وما يمثله للمسلمين جميعا، حيث قد يلاحظ من اطلع على الكتاب أن بداية العمل عليه كانت تماشيا مع إطلاق المشروع ووصولا إلى إنجازه في عهد المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإضافة لمشروع إسلامي بحت يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهو وقف يحمل اسمه كأكبر استثمار وقفي إسلامي في العالم، وهذه كلها إشارات واضحة وتأكيد راسخ على ما توليه من اهتمام لمكانة مكة المكرمة وزوارها منذ بدايتها وتوحيدها تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ويستعرض الكتاب في صفحاته محطات مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية وأسماء لعلماء وكتب برزت في علوم لها علاقة باتحاد العلم والإيمان وما برزت الحاجة إليه من اهتمام في علوم الفلك وتحديد الاتجاهات إلى أن تم اختراع الساعة المائية والتي تعتبر من مبادئها أساسا لتطور الساعات الميكانيكية ، حيث يبرز الكتاب تلك المراحل بالصورة والمعلومة لإيصال المعلومة وتوثيقها بما تستحقه بحيث لا يغفل أيضا مساهمة الأمم والشعوب الأخرى في هذا المجال وإبراز المحطات المهمة في العلوم المرتبطة بقياس بالوقت وصولا لساعة مكة.
إن الإعجاز السماوي لا يسبقه ولا يتفوق عليه إنجاز بشري ولكن العلم والبحث عن تطوير الحياة البشرية ركيزة مهمة في العقيدة الإسلامية وهذا ما تظهره وتشير إليه صور عدة في الكتاب وتربط بينهما بأسلوب سلس ومدروس، ويلمس ذلك من خلال استعراض لوقف الملك المؤسس رحمه الله وما احتواه من مرافق وخدمات لضيوف بيت الله وصولا إلى تتويجه بأهم مشروع حضاري إسلامي مع بداية القرن الجديد وما اكتسبه من مميزات كأكبر بناية حجما وأعلى برج ساعة في العالم.
وعودة إلى ما أشرنا وما يظهر من الكتاب وأن العمل عليه استلزم مواكبة المشروع منذ إطلاقه وبداية العمل عليه حيث تظهر الصور جوانب مهمة ومتقدمة من الأعمال الإنشائية والتصنيعية التي تمت داخل المملكة وفي دول عدة حول العالم وذلك على الصعيدين التقني والإنشائي، وبتفصيل توضحه الصور والرسومات حدد الكتاب أجزاء العمل والمشروع المهمة والذي تميز بأنه احتوى بين جنباته أكبر وأثقل محرك ساعة في العالم ومرصد فلكي تحوي أكثر تقنيات العالم تطورا ودقة لم يعرف لها مثيل من قبل مكنت من إعلان توقيت عالمي جديد يحمل اسم مهبط الوحي ومكان انطلاق الرسالة الإسلامية مكة المكرمة والذي يعرف إعلاميا بتوقيت مكة.
ومن اطلع على الكتاب لا يغفل عنه الاهتمام بالجانب التقني والذي تخطى محركها العملاق وصولا للتقنيات ومراحل التصنيع المرتبطة في أجزائها الأخرى والتي تدعم عمل الساعة ومن تقنيات صوتية وضوئية وتصنيعية للمواد المستخدمة ومراعاة الأحجام الكبيرة لها وارتباطها بوزنها حيث يتضح للكتاب أن وزن كل عقرب للساعة يزن 6 أطنان مع أطوال تصل ل 17 مترا تعمل على ارتفاع بلغ ما يقارب أو يزيد عن 500 م بجانب الكعبة المشرفة، ولا يغفل الكتاب كثيرا من هذه الجوانب التقنية وإيضاحها بالصورة الاحترافية الموثقه لهذا الإنجاز التاريخي.
وقد يكون اختيار الناشر للجزئين الأخيرين من الكتاب لإبراز الجوانب الفنية التي ارتبطت بالمشروع واهتمام أصحاب القرار على تأكيد هويتها سواء من الأعمال الزخرفية أو الخطوط الموجودة على واجهات الساعة الأربع، تهيئة للقارىء والمتصفح لاستكمال الصورة الإسلامية المبتغاة من هذا المشروع، حيث يظهر بدقة وعن قرب المقارنة بين عدد من الزخارف الإسلامية في مراحل إسلامية مختلفة من العالم وبأوقات زمينة متعددة وصولا إلى ما تميز به مشروع الساعة من زخارف نباتية والمواد المستخدمة في تصنيعها.
وفي جزء متقدم منه يستعرض الكتاب التفوق القياسي لمشروع ساعة مكة المكرمة والفتوق القياسي من خلال إبراز ذلك في الجانبين إنشائيا وهو المبنى وتقنيا وهي الساعة وقد يكون الناشر قد اعتمد اختيار الصورة الختامية للكتاب لإظهار العلاقة الواضحة لهذا المشروع المرتبط بأعظم بيوت الله في الأرض وأطهر بقعة يقصدها المسلمون جميعا، حيث تبرز أهمية هذا المشروع من خلال ارتباطه بمكة وقربه من الكعبة المشرفة وإطلالته المشرقة عليها.
وإن كان للمشروع ميزاته التي مكنته من احتلال هذه المكانة العالمية فقد عملت شركة ناشر الصحراء من خلال الكتاب بشكل مسؤول واحترافي يتناسب مع هذه المكانه، وجاء إخراجه ورصده المعرفي مكتملا وبمراحل زمنية متباعدة تم ربطها من خلال هويتها ورسالتها الشريفة، وقد لاقى الكتاب والذي قدمته الشركة للعرض فقط - حيث إنه لا يوجد منه نسخ تجارية- من خلال معرض جدة الدولي للكتاب 2015م، لاقى اهتماما كبيرا من زوار المعرض بمختلف فئاتهم، حيث مكنت النسختين الكبيرتين له واحدة عربية وأخرى باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية مكنت الزوار من الاطلاع عن قرب على هذا المشروع وتفاصيله وممزياته.