محمد المسفر ">
أولاً: أتقدم بخالص التهنئة الصادقة لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد محمد العيسى وأبارك له الثقة الملكية التي هو بلا شك أهل لها. بحكم تأهيله وخبرته ونشاطه الأكاديمي ورؤيته نحو التعليم ومقومات تطويره.
ثانياً: أقول لمعاليه المسؤولية ثقيلة وتحتاج لوقت وتضحية وجهد مشترك وتدخلات جراحية إذا صح التعبير. ومعاليه لاشك يدرك ذلك، وإن ذلك لن يأتي منه لوحده بل يحتاج فريقاً وفرقاً تعمل بالليل والنهار لوضع البنية التحتية واستبدال السابقة.
مخرجات تعليمنا الحالية شاهدة على هشاشته وضعفه، ولذلك استحدثت هيئات للقياس وهذا من عدم الثقة في خريجيه لذا الأمر يحتاج يا معالي الوزير للاستفادة من الخبرات المحلية والأجنبية وإيكال التطوير لهيئات بحوث وتطوير تضع المعايير والاستراتيجيات ابتداءً من التعليم الابتدائي وحتى الجامعي، فخريج الابتدائي والمتوسط والثانوي حالياً لا يفقه شيئاً وخطه وتعبيره رديء يكتب اسم محمد ويبدأ بالميم مما تعلمه في الصفوف الأولى بخط غير مقروء وأخطاء إملائية لا تُعد ولا تحصى، ولا يستطيع التعبير عن أي موضوع بجمل مفيدة ولو لمدة دقيقة، إنه الخواء التعليمي حتى أن ذلك ساهم في ضعف بنية شخصيته، كيف يتم ذلك ونحن في تعليم زمان السبعينيات الميلادية نتخرج من الابتدائية بشخصيات متوقدة، خطنا جميل وتعبيرنا لا ينطقه حالياً إلا الجامعي أو حتى ذوي الدراسات العليا. لابد يا معالي الوزير أن تعاد للمعلم هيبته ويكون الطالب سيد الفصل، يعمل المعلم على تطوير قدراته ومداركه على عكس ما هو قائم الآن في مدارسنا، من اختطاف المعلم للطالب وإخضاعه لقدراته وأفكاره التي في الغالب ضعيفة أو مؤدلجة بفكر متطرف أو فكر هامشي يجبر الطالب على اعتناقه، وفعلاً كان جيل شبابنا وطلابنا بغالبيته ضعيفة التعليم بعضها يمقت التعليم والفكر وبعضها يعيش بفكر متطرف الوطن وأمنه ومقدراته تأتي في آخر اهتماماته. لابد يا معالي الوزير من مادة قويه في المناهج فيها رسوب ونجاح للوطنية والسلوك السوي، وتعليم الأنظمة ومحاربة المخدرات وحب الوطن وولاته، فلماذا عندما يصحو الطالب الأمريكي ويطل من نافذة غرفته استعداداً للعمل أو الدراسة يقول صباح الخير أمريكا، ونحن لا نقول ذلك لوطننا ونصبّح عليه، وهو أقدس بقعة في العالم وبه الحرمان الشريفان، ويتحول بعضنا لطعنة لأنّ تربية نشئنا وجيلنا غير سليمة.
وأخيراً يا معالي الوزير لابد من اختيار مديري التعليم ومديري المدارس والموجهين والتأكد من سلامة توجهاتهم الفكرية والتربوية، لأنّ هناك من هؤلاء من سار بالتعليم إلى متاهات فكرية بعيدة عن التعليم الفاعل والمنتج والله الموفق.
- شقراء