بندر عبد الله السنيدي ">
مما لاشك فيه أن للشبكة العنكبوتية مميزات جعلت العالم يعيش داخل بوتقة واحدة. أصبحنا نعيش في مكان واحد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك برامج ومواقع لا حصر لها من الممكن من خلالها التواصل مع من تريد وفي أي وقت ومكان تريد، وهي نعمة من الله أنعم الله بها على البشرية جمعا. فأصبحت جل الواجبات اليومية يتم إنهاؤها خلال الشبكة العنكبوتية. ولا يمكنني هنا حصر تلك الخدمات التي يمكن استعمالها من خلال الشبكة العنكبوتية، بل إن الموضوع يتطور بين لحظة وأخرى من خلال توفير خدمات جديدة تستعمل فيها الشبكة العنكبوتية. الإعلام الجديد عبر الموقع الأشهر (تويتر) أصبح وسيلة جميلة تختصر الوقت والجهد. والإعلام الجديد كما ذكرت في مقال سابق أصبح وسيلة جميلة لا معوقات تقف دونه وليس محكوراً بفئة معينة. بل من الممكن المشاركة فيه من قبل جميع شرائح المجتمع، وإبداء الرأي ووجهات النظر تجاه أي قضية من القضايا سواء على الصعيد المحلي أو حتى الخارجي. في أي نطاق ممكن سواء رياضيا اجتماعيا سياسيا اقتصاديا، بل تعداه الأمر للحديث عن الأمور الشخصية من داخل المنزل، على الرغم من معارضتي الشديدة لهذا النوع من المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ما لم يكن في ذلك فائدة من الممكن مشاركة الآخرين فيها، من هذا المنطلق يمكن القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين يكون استعمالها في ما هو مفيد ونافع، وعلى النقيض تماما من الممكن استعمالها فيما هو عكس ذلك. في استطلاع جميل نشرته صحيفة الوطن في تاريخ الثالث عشر من شهر يناير للعام الحالي ألفان وستة عشر ميلادية تبين أن هنالك قرابة عشرين جهة رسمية حكومية تحتل موطئ قدم للتواصل مع الجمهور في الموقع الأشهر (تويتر). عوضاً عن ثلاثة وزراء فاعلين إلى حد معقول وكذلك رئيس الديوان الملكي. المتابعة الإلكترونية أثبت أن وزارة الصحة تتصدر قائمة التفاعل مع المواطنين من خلال أسلوب التوعية والإرشاد يستفيد منه ما يقارب مئة وثمانين ألف متابع ومستفيد. يليه الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية بمتابعين يزيدون على سبعة وأربعين ألفاً. أخبارها لا تتجاوز ترويج أخبار إدارية تخص الجمعية ولا تهم المتابع لا من قريب ولا من بعيد. الأمر مشابه تماماً لبقية الجهات الحكومية, التي وثقت حساباتها في (تويتر), حيث يقتصر حضورها على تمرير تغريدات مذيلة بروابط للصحف يأتي في مقدمتها وزارة التعليم العالي بمعدده ستة وخمسون ألف متابع، يليها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتسعة وعشرين ألف متابع، ووزارة العدل بستة عشر ألفاً، في حين تواجدت التربية والتعليم بمعرفات رسمية متفرعة إلى ثلاثة، هي إخبارية مجمل متابعيها قرابة ثلاثين ألف مهتم، وستة معرفات أخرى غير رسمية تجاوز إجمالي متابعيها مئة وخمسين، كل ما ورد ذكره شيء جميل ينم عن تواصل جميل يخفف العبء على المواطن في كل ما يتعلق باستفساراته وما يجول في خاطرة معرفته، ذلك عن أي منظمة حكومية من واجبها تقديم والإجابة عن كل ما يتعلق بتلك المنظمة الحكومية. السؤال المحير الذي يطرح نفسه هنا ما هو مصير تجاهل أي حساب لمنظمة حكومية لأي استفسار من قبل المواطن. وماذا يخفي ذلك التجاهل خلفه من حقائق فيما يتعلق بأي استفسار، مالذي يجب عمله لإجبار تلك المنظمة على الرد مهما كان نوع الاستفسار خصوصاً أننا في عصر الحزم والعزم؛ في عهد ملك أصبح فيه المواطن مشاركاً في إيجاد وبحث ما فيه مصلحة المجتمع السعودي. وما مجلس الشورى استناداً لقوله تعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} وكذلك المجالس البلدية, صوت المواطن, إلا دليل على صحة كلامي.