عبد الرحمن الشلفان ">
من يتأمل الشأن الجاري للأمة العربية لابد أن يصير من مجرد العجب إلى الذهول لمدى ما يراه من سلبية للبعض من العرب حيال مواجهة ما صار الأشد خطراً في تاريخهم مما تجاوز فعله إلى حد محاولة الوصول إلى احتلال دول عربية بعينها مثل العراق وسوريا وما كاد أن يصير مثله في اليمن. كل ذلك وبرغم هوله لم يبرز علاقات جديدة بين الدول العربية مجتمعة لتكون الأساس للتنسيق والتعاون الجاد في مواجهة ما لذلك التجاوز بل والتحدي من مخاطر مما سيطال الأمة كلها بأثره الضار في حاضر الأمة ومستقبلها. إن مجرد ردود الأفعال لحوادث بذاتها لا يكفي لأنه لا يرقى إلى حد المواجهة الفعلية لما صار وما زال يصير من فعل مشين رأس الحربة فيه دولة الفرس الصفوية الحاسدة والحاقدة والتي أثبتت لأعداء العرب الآخرين مدى نجاعتها في بلوغ أشد الأذى بالعرب والمسلمين من خلال استثمارها في إثارة الفتن الطائفية والمذهبية ولتكون وقود حربها الذي يجسد الخطر على الأمة وإن بدا استهدافه للبعض منها كبداية مما يستلزم الاجتماع والتوافق العربي لمواجهته وليس الوقوف عند الحدود الأدنى للوفاق والاتفاق لاسيما وقد رأى أولئك الأعداء فيه ما يحقق ما كانوا يصبون إلى تحقيقه مما يتضح من خلال اتفاق الخمسة + واحد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا والذي أزاح الساتر عن المستور وما سوف يعطيه من الغنائم لدولة الفرس الصفوية مثلما إعطاء ذلك الاتفاق النووي للمزيد من التشدد لتلك الفئة الأشد عداء للعرب والمسلمين ممن وجدوا في مضامينه ما سوف يدفعهم للمزيد مما هم بصدد فعله مثلما علمهم من أن تلك الدول لا يحركها غير منطق المنفعة والربح كل ذلك مما ينبغي أن تدركه الأمة وتسعى لمواجهة نتائجه المستقبلية المنتظرة مثلما وجوب الاجتماع على نصرة من استطاع الفرس الصفويين العبث بدولهم مثلما العراق وسوريا وتمكينهم من التخلص من أولئك الأعداء، إن الأمة العربية أمام عدو تاريخي لا يؤمل الصلح ولا التصالح معه عدو لا بد من مواجهته بأشد ما تكون المواجهة عدو يستهدف عقيدتهم ومقدساتهم وأمن وسلامة شعوبهم مثلما حلمه في إقامة إمبراطوريته الفارسية المزعومة على حساب كينونتهم.