إبراهيم الطاسان ">
لعبة السياسة خلاف لعبة الدبلوماسية، لعبة الدبلوماسية نتائجها غالباً رمادية اللون، وعادة تكون المنطقة الرمادية من الضعف بمكان، حيث لا تسند موقفاً ولا تستند على موقف، صفتها الجنوح للمبهم بانتظار الموقف، إما لطبيعة الدبلوماسية المجاملة، أو لكون الساحة رمادية لم يتبن اتجاه الموقف، بينما لعبة السياسة فموقف يستهدف غاية، الدكتور سمير جعجع، وعلى وزن «جحفل»، «جعجع خطط حسن نصر الله» بإعلانه ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية حليف نصر الله، وقد كان ولا يزال حسن نصر الله بثلثه المعطل قد عطل ترشيح رئيس للجمهورية لمدة قاربه السنتين سعياً لترشيح حليفة العماد عون، ولو لم يكن ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية من قبل الدكتور سمير جعجع لقلنا جاءت لحسن نصر الله على طبق من ذهب، ولكن الدكتور سمير جعجع فيما أرى بهذا الترشيح لعب بالبيضة والحجر بمهارة فائقة، بوضعه حسن نصر الله فى الزاوية الحرجة، إما أن يوافق على ترشيح عدوه اللدود، د. سمير جعجع لحليفه العماد عون وهو يردد مقولة الخميني «تجرع السم أهون عليه...» أو يفتح باب القطيعة بين الحليفين العماد عون وحسن نصر الله، وفي كلا الحالين لعبة الدكتور سمير جعجع ستحقق إحدى النتيجتين القبول من قبل حسن نصر الله أو الرفض، وكلا الحالين أمر من العلقم في حلق حسن نصر الله. هكذا يكون للسياسة المدروسة غاية تستهدف موقف الآخرين لقبول ما لا يريدون حدوثه.