شيخة حمد الدعيلج ">
يعد تطبيق السناب شات من أهم التطبيقات في عالم التقنية الحديثة والتواصل الاجتماعي..
كما يعد من أشدها خطرًا خصوصًا على المراهقين والمراهقات..
التطبيق عبارة عن تراسل لتقاسم وتشارك اللحظات بين الأهل والأصدقاء ولمن شاء المستخدم له.. يرسل لهم الصور ومقاطع الفيديو عن يومياته الطبيعية.. ماذا فعل وماذا سيفعل.. وحتى أكله وشربه.. وربما أدق تفاصيله..
السناب شات كغيره من التطبيقات له إيجابيات وله سلبيات..
فمن إيجابياته أنه يحقق بعض الفوائد لمن تابع فيه حسابات مفيدة.. فيما يتعلق بجوانب الحياة من دين وعلم وصحة.. وأمور التربية.. وما يخص العلاقات الأسرية وغيرها..
أما سلبياته - وهي الأكثر - فهي استخدامه غير الواعي وخصوصًا من قبل المراهقين والمراهقات وربما بعض الكبار.. نجدهم يتابعون فيه حسابات لمشاهير وغير مشاهير.. ينقلون تفاصيل حياتهم بدقة لمتابعيهم.. هذه التفاصيل يقدمونها بشكل جميل ومبالغ فيه.. يختلف عن واقعهم الحقيقي.. يخدعون بذلك من يتابعهم.. فيظهرون لهم مثاليات مزيفة.. تزيد من إعجاب الشباب بهم.. ومن ثم تعلقهم بمتابعة تلك التفاصيل.. والاهتمام الزائد بها.. حتى سيطرت على تفكيرهم.. وأخذت جل أوقاتهم.. وأشغلتهم عن أشياء كثيرة مهمة في حياتهم.. كالدراسة والقراءة وخدمة الوالدين وصلة الأرحام.. وغيرها..
ومن أكبر سلبياته أيضًا وأشدها خطرًا.. هو متابعة النساء للرجال.. وإعجابهن بهم.. ولربما سعين إلى التواصل معهم عبر الخاص.. وتعلمون خطورة ذلك عليهن.. وخصوصًا الصغيرات منهن.. ناهيك عن تساهل بعضهن في إرسال صورهن ربما بحسن نية.. لما يعلمنه من أن الصورة سوف تُمسح تلقائيًا..
وما علمن بأن هناك بعض البرامج تحفظ الصور دون علم من أرسلها.. وقد تُستغل فيما لا ترضاه صاحبتها.. وفيما لا تُحمد عقباه..
عمومًا أحبتي.. السناب شات الآن يستخدمه معظم الناس للترفيه والتسلية.. ولا فوائد تُذكر تُجنى من ورائه.. إلا قلة من الناس والله المستعان..
رأيت حتى في مجالسنا نحن النساء.. اهتمامًا به فاق المعقول والمقبول.. سلب الكثير مما هو أهم منه.. والحمد لله..
أحبتي.. إنه بإمكاننا أن نتدارك شيئًا من مساوئه.. إذا استخدمناه بوعي وحكمة..
والواجب على الآباء والأمهات أن يوجهوا أبناءهم لاستخدام هذا التطبيق الاستخدام السليم.. وأن يعملوا على توعيتهم بمخاطره.. وقبل ذلك كله.. أن يحرصوا على تنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة.. وإيجاد حصانة ذاتية لديهم..
هذه الحصانة تقوي مراقبتهم لخالقهم.. فلا ينتهكوا حرماته إذا خلوا بها..
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وأهليكُمْ نَارًا}.