* لا ينمو العقل إلا بثلاث : إدامة التفكير ، ومطالعة كتب المفكرين ، واليقظة لتجارب الحياة. - مصطفى السباعي.

(عقلك فيم يفكر، أهوَ يقظُ، مطلّع ومُحلل..؟)

تكررت كلمة (العقل، يعقلون) في القرآن الكريم (49 مرة)..

يتجلى لنا من ذلك أهمية العقل ودوره في تكوين وتطوير الحياة والذات البشرية.

هيئ لعقلك البيئة اللازمة لذلك وارفعه عن سفاسف الأمور التي تشغله لا تطوره، تدمره لا تبنيه!

ذكر مصطفى السباعي ثلاث طرق لنماء العقل:

1 - إدامة التفكير:

ارتبط لدينا مفهوم التفكير بالهموم والأحزان، بالقلق والتوتر والشجون والأوهام! هذا ما نتذكر عندما نسمع كلمة تفكير..! فأصبحنا نبتعد عنه قدر المستطاع وكأنه العلّة التي لو ابتعدنا عنها زال الضرر! بينما هو بريء كل البراءة وبعيد كل البعد من هذه الاتهامات وبعثرة الشتات.. فعقلك هو من يحدد ما سيفكر به وكيف.,! أسيفكر براحة واطمئنان أم بقلق وتوتر وامتحان..!

التفكير ذاته مطلب لعقل كل إنسان.. فبه تتأمل، تتعمق تعيش الواقع والخيال.. به تحاور وتناور وبه تطرح السؤال..؟ به يسمو العقل فيصبح ذا نعمة وامتثال.. أوقد يهوي بهِ لدائرة الخزي والمكر فالهوان..

فكّر بما تريد لا بما يريدون منك!

فكّر بما يسعدك ويواسيك لا ما يحزنك ويبعدك فيشتتك..

فكّر بلحظتك التي تعيشها الآن فلا تفكير بماض قد مضى ولا مستقبل قد لا يقضى..

فكّر بما هو إيجابي وللروح غذاء وابتعد عما هو سلبي وعلى القلب وباء..

فكّر بما يرضي الله.. فكّر بما يرضي ذاتك.. فكّر بما يرضي رضاك..!

2 - مطالعة كتب المفكرين:

لا تخفى عليكم فوائد القراءة وعظيم ثمارها ولذّة قطافها ونتاج أفكارها..

اختر كتب المفكرين لتوسع بها مداركك وتنمي بها عقلك وتهذّب بها نفسك كما تقوي بها لغتك وترتب بها مشاعرك، شتاتك وكل حياتك..

طالعها أي تمعنها، تأملها، تفكر فيها، وتذكر أن الكتاب ليس مجرد كتاب بل هو حياة كاملة أهديت لك لتجني منها جوهر حياة صاف قدم لك على طبق من ذهب.

3 - اليقظة لتجارب الحياة:

تعلم من كل تجربة تمر بك في حياتك سرّاء أو ضرّاء كانت..

فعلى عكس ما نتوقع التجارب القاسية تعلمنا دروسا لولاها لكنا ضعفاء، جهلاء، بكماء..!

نعم قد تكون مؤلمة، أحيانا بشدّة، لكن مع غمرة الألم تخرج منها روح أقوى، روح أوعى، روح أنقى..! فتكون بذلك العواقب حميدة.. ويتجلى هنا مفهوم قوله تعالى (و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)..

(أنصت بعقل، تحدّث بعقل، فكّر وتأمّل بعقل.. فعقلك نعمة ميزتَ بها أيها الإنسان).