مها خالد العتيبي ">
كل شخص منا يتسم بالعديد من المزايا وبعض من العيوب, سواء تباينت أم تقاربت, وعلى كل حال ينبغي لنا تقبل شخصياتنا بما تحمله من الجانبين. يتفق الجميع أن سمة العطاء تُورث الود والازدهار الإنساني والمهني. هناك مفهوم يقول: «تحصل على ما تعطي» فلا تتوقع أن تحصل على شيء لم تقدمه لغيرك من قبل، أو على الأقل أن تكون مؤمنا بمبدأ العطاء في المقام الأول. جميعنا نرغب بتواجد أشخاص من حولنا يكون لهم تأثير إيجابي في حياتنا, ولكن غالبا ما ننسى أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نحن الإيجابيين والمؤثرين للآخرين أم لا؟!
من العبارات التحفيزية التي قرأتها: «اتصف بصفات الشخص الذي ترغب لقاءه (Be the Type of Person you Want to Meet)».
بدلاً من البحث عن هؤلاء المؤثرين, لماذا لا نعمل على تجسيد صفات التأثير فينا؟
نحن نعمل في مجالات عمل مختلفة من قيمها الأساسية (المهنيـة), والسؤال هنا: كيف يمكن قياسها؟
المهنية ضرورية على جميع الأصعدة والمستويات الوظيفية, ليس فقط على مستوى القيادات، بل في تعاملاتنا الداخلية بين الزملاء أو من يمثل جهة العمل مع الشركاء والعملاء, لأننا جميعا سفراء لصالح الجهة التي نعمل بها, فسمعتها ومكانتها تهمنا, بل وإن هذا سبب رئيس في تطورها على الصعيد الشخصي والمالي.
مهما كان لدى الموظف من مهارات ومعرفة تساعده في تأدية مهام عمله، فإن السمات المهنية ضرورية لرفع شأن صاحبه، وإذا انعدمت لن يخطو خطوة واحدة للأمام في حياته المهنية. أما عن طرق قياسها فهي تعتمد على 3 عناصر أساسية:
- القيم الخاصة بالموظف وفقاً لتربيته وتكوينه الشخصي.
- القيم السائدة والأعراف في المجتمع السعودي بصفة عامة.
- دليل أخلاقيات المهنة الخاصة بكل مجال عمل.
أغلب الناس لا يتذكرون ما قلته لهم، لكنهم يتذكرون كيف جعلتهم يشعرون, لذا اتركهم يشعرون بمهنيتك عن طريق احترامك لهم وبصدقك وأمانتك، وبتقديم المساهمات لزملائك دون انتظار مردود.
من الصعب أن يتم التغيير بشكل جذري على الصعيد الشخصي, لكن لنكن صادقين مع أنفسنا, بعض الصفات من شخصياتنا يمكن أن تتحسن وتتغير حتى نكون أكثر مهنية بتعاملنا مع من حولنا، يجب ألا يكون هذا التغيير فقط من أجل الآخرين فحسب، يكون من أجلنا نحن في المقام الأول, بل كلما تعاملت مع من حولك بمهنية ستلاحظ حب الناس وثناءهم والتفافهم من حولك. يجب ألا تنظر لغيرك نظرة دونية في مسألة تباين المهنية بيننا لأن الكل لديه نصيب منها يزيد أو ينقص, والأهم من هذا أن تسعى في سبيل تحسين مهنيتك وتترك مراقبة الأشخاص الأقل خبرة أو مهنية منك, لأن التغيير يبدأ من الداخل.
سؤال: لو كُنتَ شخصاً آخر, وقابلت نفسك, هل ستكون راضياً ومعجباً بك؟!