رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين لـ(الجزيرة): ما وثق من انتهاكات الميليشيا لا يتجاوز 5 % ">
الجزيرة - بشير عبدالله:
منذ دخول ميليشيا الحوثي صنعاء وانقلابها على السلطة الشرعية قبل نحو عام، والإعلام اليمني يعيش أسوء مراحله في تاريخ اليمن، حيث اختطفت بعض وسائل الإعلام وتم تشويه رسالتها وحرفها عن مسارها الصحيح والبعض منها صودرت وأغلقت والبعض اقتحمت ونهب، وبات الإعلاميون والصحفيون بين مُهجر أو معتقل أو مخفى قسراً ومن بقي فإنه يعمل مُكرها تحت تهديد السلاح بفكر ومنهج الميليشيات.. حتى بلغ الحال باليمن لتصبح حسب تصنيف الاتحاد الدولي للصحفيين ثاني بلد يشهد أكبر جرائم القتل للصحفيين، وسجلت نقابة الصحفيين والمراكز الحقوقية الوطنية والعربية والدولية أكبر نسبة انتهاكات مورست بحق الإعلام والإعلاميين والصحفيين من حيث الاعتقال والتعذيب والإغلاق لوسائل الإعلام والتهجير أو العمل في بيئة خطرة في اليمن منذ أكثر من عام وحتى الآن.. وللوقوف على بعض جوانب المعاناة التي يعيشها الإعلام اليمني والدور الذي لعبته رابطة الإعلاميين اليمنيين لمعالجة بعض الجوانب الممكنة لإعادة الروح للجسد الإعلامي اليمني ليقوم بدوره المطلوب في مواجهة عصابات التمرد والانقلاب ودعم الشرعية في اليمن التقت صحيفة الجزيرة رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد الشرفي وأسمعت منه إلى بعض هموم وقضايا الإعلام اليمني والعاملين فيه، حيث قال: لقد كان الإعلام اليمني هو الهدف الرئيسي الثاني اللانقلابيين عند دخولهم صنعاء وانقلابهم على الشرعية بعد المؤسسة العسكرية والأمنية، وقد تم الاستيلاء عليه ومصادرة مؤسساته واعتقال من يعملون فيه.. واليوم الإعلام اليمني بحاجة إلى خطة وطنية لانتشاله والإعلاميين والصحفيين من الوضع الراهن ومعالجة الجراح الكبير الذي حدث بسبب الانقلاب.. وأضاف: نحن في رابطة الإعلاميين اليمنيين كمجتمع مدني نحاول أن نوحد مجموعة من أدوات ووسائل النشر، ومنها عدد كبير من المواقع الإلكترونية والكتّاب والباحثين والصحفيين.
موضحاً أن رابطة الإعلاميين اليمنيين ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقها حملت على عاتقها مهمة العمل في ثلاثة مسارات، الأول معالجات هموم الإعلاميين في داخل الوطن واحتوائهم، ومعالجة أوضاعهم والعمل على تقديم جزء من الدعم الممكن لهم والذي يمكنهم من الثبات ومواصلة النضال ونقل المعلومة من الداخل لأن الميليشيا الانقلابية تحاول أن تضيع هذه المعلومة وأن تضلل الرأي العام الدولي والمحلي. أما المسار الثاني الذي ستعمل عليه الرابطة هو تنفيذ خططها التي تعهدت بها في إطار رفد الإعلام ومواجهة مشروع إيران في اليمن. والمسار الثالث يتمثل في معالجة أوضاع الإعلاميين الذين خرجوا من اليمن ولم ترتب أوضاعهم بعد في محاولة لتأطيرهم أو البحث عن فرص عمل لهم في إطار المؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية.
مؤكداً أن الإعلاميين اليمنيين المتواجدين داخل اليمن يعتبرون هم الهم الأكبر لما يعانونه من الملاحقة والممارسات التعسفية من قبل الميليشيا الانقلابية.. وقال الشرفي: إن الإعلام كان ولا يزال هو أحد أذرع الشرعية في معركتها ضد الانقلابيين.. معرباً عن شكره وتقديره العالي لجهد الأشقاء في المملكة العربية السعودية والتحالف لما يقدمونه من دعم للشعب اليمني على كل المستويات بما فيها الجانب الإعلامي.. معتبراً أن الهم كبير والإرث الذي خلفه الانقلابيون أكبر، ويتطلب تفهم للمشاكل.
وعبر رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين عن أمله في التغلب على كل المشاكل التي تواجه الإعلام والإعلاميين من خلال الانتصارات التي سيحققها الجيش الوطني والمقاومة في الميدان. وقال: لدينا أمل أننا سنستعيد البلد وسنعود إلى أرض الوطن وستعود الأسرة الإعلامية لتقوم بدورها وستسجل كل الجرائم التي اقترفتها الميليشيا لتكون شاهدة عليها.
ولفت الشرفي إلى أن تأسيس الرابطة جاء كمحاولة لتجنب العمل الفردي للإعلاميين الذين خرجوا من الوطن، وتأطيرهم في كيان يمثلهم ويتحدث باسمهم ويقدمهم بشكل لائق للآخرين.. مؤكداً العمل على حصر الانتهاكات التي طالت وسائل الإعلام اليمنية والإعلاميين والصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام والمنظمات الحقوقية في محاولة لحصر كل تلك الانتهاكات وتوثيقها.
موضحاً أن لدى الرابطة فريق حقوقي يعمل على حصر كل الأضرار التي لحقت بوسائل الإعلام اليمنية وإعداها في تقرير يكشف للعالم مدى الكارثة التي حلت باليمن وبالإعلام اليمني.. منوهاً بما قامت به الرابطة خلال الأيام الماضية من تنفيذ حملة شعبية إعلامية لنصرة المختطفين بمن فيهم الإعلاميين.. متمنياً بأن يحظى الإعلام اليمني بحقه من الاهتمام كونه أحد أدوات المعركة، ولكون العدو يستخدم الإعلام ويوليه اهتمام كبير ولديه مؤسسة إعلامية كبرى، خاصة وأن مشروع إيران في المنطقة يعمل في اليمن وله أدوات إعلامية كبيرة.
وأكد الشرفي وجود إعلام يمني كبير وهائل مناهض للانقلابيين، وأن هناك أدوات كبيرة وكتاب كثر وقوة جبارة داخل مواقع التواصل الاجتماعي تعكس مجتمعاً واعياً رافضاً للانقلاب لكن هذا الجهد لازال مشتتاً وغير موجه.. وقال: على الإعلام المناهض للانقلاب سواء في الرابطة أو في نقابة الصحفيين اليمنيين أو وزارة الإعلام أو الإعلام العربي والحكومة اليمنية أن يتكامل في إطار موحد لتوحيد العقلية الجمعية لنا كعرب وكمسلمين وكيمنيين في مواجهة العدو الرئيسي، وأن يتوحد الخطاب الإعلامي.
ونوه الشرفي بأهمية التوثيق لجرائم الميليشيات.. وقال: الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثيين لم يوثق منها ما نسبته 5 %. معزياً ذلك إلى ضعف التواصل بين القيادات الإعلامية والقيادات السياسية، وبين الإعلاميين في الداخل والخارج.. وموضحاً أن كل مواطن اليوم تحول إلى إعلامي وعليه أن يوثق جرائم الميليشيا. وأن رابطة الإعلاميين تعمل على إنشاء غرفة اتصال وتواصل وعمليات حقوقية إعلامية للتواصل مع كل الإعلاميين المتواجدين داخل الوطن لإعادة الأمل إليهم ليقوموا بدورهم في توثيق كل جرائم الحوثيين.. وقال: أنا متفائل وسأظل متفائلاً، والانتصار إن شاء الله قادم، وهذه الجماعة سيكبح جماحُها وهي الآن في حالة انهيار، وإصرار الإخوة في التحالف العربي على استمرار في إسناد اليمن وإصرار اليمنيين على المقاومة وعلى البحث عن كرامة وإصرار الناس جميعاً على استعادة الوطن، لابد أن يقودنا إلى نتيجة حتمية هي أننا سنستعيد بلدنا في الأيام المقبلة.. وفي ختام حديثه للجزيرة أعرب رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين عن شكره وتقديره لصحيفة «الجزيرة» على جهودها وما تقدمه تجاه القضية اليمنية.