فقدت بصري على أثر عملية لم يُكتب لها النجاح.. والصواعق اخترقت جدران بيتنا الطيني ونحن نائمون ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
استعرض سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ذكرياته ومراحل حياته العلمية والعملية في لقاء علمي نظمته الجمعية الفقهية السعودية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في حضور لافت من أعضاء هيئة كبار العلماء ومدير الجامعة والمشايخ والدعاة.
وقال سماحة المفتي: ولدت في مكة المكرمة عام 1362 هـ، وتوفي والدي وأنا صغير لم يتجاوز عمري الثامنة، إذ لا أتذكر كثيراً من المواقف معه وذلك في عام 1370 هـ، فكانت والدتي سارة الجهيمي - رحمها الله - خير معين لي بعد الله في الحرص بطلب العلم وحفظ القرآن الكريم وأداء العبادة في بيت طيني تعرض ذات مرة للصواعق التي اخترق الجدران ونحن نائمون وأجبرنا على البحث عن مسكن آخر.
أما بدايتي فكانت في حفظ القرآن الكريم مبكراً وتحديداً في عام 1373 هـ على يد الشيخ محمد بن سنان - رحمه الله - الذي كان حريصاً على طلابه في متابعتهم والعناية بهم في تحفيظهم لكتاب الله عز وجل.
وتناول سماحته أبرز مشايخه الذين تتلمذ عليهم، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية، إذ درس عليه كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية، وذلك من عام 1374 هـ حتى عام 1380 هـ، إلى جانب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الفرائض في عام 1377 هـ وعام 1380 هـ، قرأت على الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد - رحمه الله - الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام 1379 هـ، وفي عام 1375 هـ و1376 هـ قرأت على الشيخ عبد العزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع، وممن درس على أيديهم كذلك الشيخ عبدالعزيز عفيفي ومناع القطان وعبدالعزيز الداود - رحمهم الله.
وفي دراسته النظاميه أكد سماحته أنه في عام 1374 هـ التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج منه والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1380 هـ وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي 1383 / 1384 هـ، ثم عين مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام 1384 هـ حتى عام 1392 هـ، وانتقل بعدها إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث كان يعمل أستاذاً مشاركاً فيها، وإضافة إلى التدريس بها يقوم بالإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في كل من كلية الشريعة، وأصول الدين، وأضاف: وفي عام 1407 هـ عينت عضواً في هيئة كبار العلماء، وتوليت الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض بعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وذلك في عام 1389 هـ، وفي شهر رمضان عينت خطيباً في الجامع الكبير بالرياض، وفي عام 1402 هـ عينت إماماً وخطيباً بمسجد نمرة بعرفة، وفي عام 1412 هـ عينت إماماً وخطيباً بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.
وأشار سماحته أنه في عام 1381 هـ جاء إلى الرياض طبيب عيون سويسري وأجريت عملية جراحية إلا أنها لم تتكلل بالنجاح وفقدت بصري وكانت لي محاولة في إجراء عملية أخرى في إسبانيا إلا أن الطبيب أخبرني بعدم نجاحها، والحمد لله على قضائه وقدره. وعن ذكرياته مع الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - أكد أنه من أحرص الناس على نشر العلم وإفادة الناس، ويتمتع بالتواضع ولين الجانب وحسن السمت، واستفاد منه كثيراً في علم الفرائض، وقال: كما لا أنسى أنه عرض عليَّ تكلفة بنفقات زواجي بالكامل - غفر الله له أسكنه الجنة.
ونوَّه بإعجابه بأسلوب الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - ووضوح عباراته وسهولتها في تدريس لطلاب العلم.
وأوضح أن هيئة كبار العلماء هيئة علمية استشارية تضم عدداً من ذوي الفضل والعلم، وتناقش الموضوعات التي تحال إليها من الدولة أو من أعضاء الهيئة التي يرون فيها ذات أهمية للناس والمجتمع.
ولم يخف سماحته أنه أدى فريضة الحج نيابة عن بعض الأئمة وهم الإمام ابن رجب وابن عبدالبر والمنذري لفضلهم ومكانتهم العلمية عنده،
وأوصى سماحة المفتي الدعاة بوحدة الكلمة وتآلف القلوب والتواصي بالحق والتواضع والمشاركة في الندوات وإلقاء المحاضرات والدروس والبرامج الإعلامية وتفنيد الشبهات وبيان الحق في زمن تواجه الأمة فيه كثيراً من التحديات والفتن.