ألوم قلبي وما قلبي بمتَّهمِ
وما دواء المحبِّ العاشق النهمِ
يبيتُ ليلته والطيف أرَّقهُ
والبعدُ أقتلُ ما عانى من الألمِ
أيا نسيم الصَّبا والحب عاجِلَنَا
عند المساء فليل الصب في سقمِ
وليلة في ذرا الأحباب تجمعنا
بها فؤادي من الأحزان ملتئمِ
تفاخروا ولهم في الغانيات هوى
لكن قلبي بعشق الحرف في ضرمِ
أنا فصيحٌ وجسمي كله قطعٌ
من الحروفِ سرت في اللحم والديمِ
الضاد عشقٌ فأين الواله النهمُ
يروي لنا غزلاً باللوع مضطرمِ
هوية الضاد في الهامات أرفعها
بها أهيمُ وما حبي بمتهمِ
تعطي الجزيل غزيرات سواعدها
فيها اللآلئ تُغني كل ذي حلم
اقرأ كتابك قول الله شرَّفها
واكتب كلامك خُطَّ الحرف في عِظَمِ
شريعةُ الله في القرآن قد سُطِرَت
ما فرَّط الحق من آيٍ ومن كلمِ
محفوظةٌ في كتابِ الحق شاهدةٌ
على الخلائق يوم الخوف والندمِ
عن العروبة أضحى القوم في جدلٍ
ما بين مستمسكٍ منهم ومنفصمِ
من ينفصم وله صوت يبوح به
نباحُ كلبٍ ونوحُ الطيرِ من سقمِ
نادوا بعولمة عوجاء كاذبة
لا أفلح العالَم المزعوم بالنُظُمِ
لا لن تهوني ورب البيت أقسمها
كلا وما أفلح العادون من أَضَمِ
قل للذي فتك التقليد جوهره
للغرب أضحى أسير الفكر والقيمِ
نادى بأن لسان العُرب قاصرةً
تبت يداكَ وتب القول من بَهِمِ
هل يستوي الصدأُ المطليُّ من ذهبٍ
كالمعدن الخالص المرسوخ كالعلمِ
بالنفس نبدأ في أهل وفي ولد
لنغرس الفخر بالأمثال والحكمِ
لنشحذ العزم في صفٍّ نوحده
شعارنا لغتي أمي سرت بدمِي
دور التراجم والتعريب مسلكنا
فبذرة الزرع اقرأ ثم فاستقمِ
وبعدها سنقود الركب في ألقٍ
دأبُ العروبة من بدءٍ ومن قدمِ
فافخر أنا عربيُّ الأصل مكرمتي
وتاج رأسي على الأقطار والأُممِ
- عبدالرحمن أحمد الخطيب