آل الشيخ: الأعمال الدعوية بحاجة إلى التميز وجودة الأداء ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
افتتح الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي الصحافة بالرياض.
وأكد الشيخ عبدالله آل الشيخ في حفل الافتتاح نيابة عن وزير الشؤون الإسلامية أن الدعوة إلى الله - عز وجل - شرف عظيم ومنزلة عالية، من وُفق لها فقد وُفق إلى خير كثير، كيف لا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم), أن يهدي الله بك رجلاً إلى عبادته، وإلى طاعته ذلك فضل عظيم من الله - عز وجل - لا يدانيه ما يتفاخر به الناس من الأموال.
وأضاف: إن الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - بالحكمة، والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وكل بحسبه بحسب حاله وإقباله وإدباره، الدعوة إلى الله - عز وجل - بالحكمة تكون بعلم لا بجهل، وتبدأ بالأهم ثم المهم. والدعوة إلى الله بالحكمة تكون برفق ولين، فإن لم يجز هذا الأمر فالانتقال إلى الموعظة الحسنة، وهي ما يكون فيها الترغيب فيما أعده الله - عز وجل - لأوليائه، وبيان تمكين الله - عز وجل - لأوليائه: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، والترهيب مما توعد به أعداءه، وببيان ما أصاب من ترك شرع الله وتمرد على أمره. فإن لم يجز وكان هذا المدعو صاحب حجة ومتمسكاً في موقفه فالمجادلة بالتي هي أحسن برفق ولين وبيان للحق ودلالة عليه بالأدلة العقلية والنقلية. هكذا هو منهاج الدعوة إلى الله - عز وجل - بحسب الأحوال وبحسب الناس والأزمنة، والأماكن. لافتاً إن مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم - بفضل الله عز وجل - بجهود عظيمة، يبذل فيها القائمون عليها نفيس أوقاتهم، ويبذل المحسنون نفيس أموالهم، ويبذلون نتاج أفكارهم احتساباً للأجر عند الله - عز وجل - بلغت - ولله الحمد - هذه المكاتب ما يزيد عن أربعمائة مكتب متوزعة في مناطق المملكة العربية السعودية ومحافظاتها ومراكزها، وذلك خير عظيم ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يبارك فيه, وفي منطقة الرياض بلغت المكاتب ما يزيد عن سبعين مكتباً، وفي مدينة الرياض ما يزيد عن خمسة وعشرين مكتباً، وذلك بفضل الله.
وأكد أن من مهام هذه المكاتب كذلك الدعوة إلى الله - عز وجل - بين أهل البلاد في برامج دعوية مختلفة ونشر الدروس العلمية والمحاضرات والندوات والملتقيات.
ولا شك أن الجميع بحاجة للدعوة إلى الله - عز وجل - فالنساء بحاجة، والرجال كذلك، والشباب، والأطفال كذلك؛ الجميع بحاجة إلى أن يتذكر، داعياً القائمين على هذه المكاتب أن يحرصوا على هذه البرامج المتنوعة المباشرة التي تحقق هدف الدعوة إلى الله - عز وجل. ومن الأمور المهمة الحرص على وسائل التواصل الحديثة واستثمارها في الدعوة إلى الله.
وشدد على أن وزارة الشؤون الإسلامية بتوجيهات ومتابعة من الوزير وجميع المسؤولين فيها يسعون دائماً إلى أن نصل إلى أعلى درجات التميز والجودة في أعمالنا اليومية، ومن المهم أيضاً أن نسعى إلى التميز والجودة في هذه الأعمال الخيرية الدعوية، وأن يسعى العاملون في هذه المكاتب للحصول على مثل هذه الشهادات التي ترقي وتعزز من أعمالهم وجهودهم؛ لأجل أن يكون العمل عملاً مؤسسياً صحيحاً.
وأبان أن أهم ما يحتاجه القائمون على الدعوة إلى الله - عز وجل - ما يسمى بالاستدامة المالية، وأن نحرص على الأوقاف التي تنظم لنا صورة العمل وترتب لنا هذه البرامج، وتكون مستدامة - بإذن الله عز وجل - لسنوات طويلة.
وكان الحفل - قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم, وبعد ذلك عرض مرئي للتعريف بالمكتب، ثم ألقى نائب رئيس مجلس الإدارة سليمان بن جاسر الجاسر كلمة أهاب بالدعاة إلى أن يحرصوا على نشر الخير وأن يتمثلوا بقول الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، كما أهاب بالقائمين على الدعوة إلى الله - عز وجل - إلى أن يبذلوا وسعهم في نشر الخير والحث على إقامة البرامج التي تعالج الانحرافات الفكرية، وكذلك الفكر الضال.عقب ذلك تم عرض منجزات المكتب وبرامجه, ثم ألقيت كلمة أهالي الحي.
وفي ختام الحفل قدَّم رئيس مجلس الإدارة هدية تذكارية للشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ بهذه المناسبة.