خادم الحرمين الشريفين سيزور تركيا شهر أبريل المقبل لبحث مجالات التعاون ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
عقد دولة رئيس تركيا السيد أحمد داود أوغلو مساء أمس مؤتمراً صحفياً لرؤساء تحرير الصحف المحلية، تحدث فيه عن زيارته إلى المملكة ومقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وعدد من أصحاب المعالي الوزراء ورجال الأعمال، وعن علاقات البلدين الصديقين وعن الأحداث في المنطقة العربية، حيث استهل حديثه بالترحيب بوسائل الإعلام، وقال: تركيا عملت انفتاحا مع العالم العربي الإسلامي وتطورت هذه العلاقات والانفتاح خاصة مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات وهي تطورات وتغيرات كثيرة حتى أصبح لنا علاقات قوية مع كثير من الدول والصداقات، والمملكة أهم دولة لدينا باعتبارها المنطلق للعالم العربي وخاصة للدول الخليجية.. وهي من الدول التي نعتز بعلاقاتنا معها ونحن نولي عناية بالغة لعلاقاتنا مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف: قابلنا خادم الحرمين الشريفين ووجدنا كل ترحيب وكانت الزيارة إيجابية، تحدثنا عن الكثير من القضايا التي تهم البلدين وعن قضايا المنطقة.. وقد كانت المقابلة مع الملك سلمان أكثر مما كنا نتوقعه.. كذلك الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع، ناقشنا معه أوجه التعاون بين البلدين.
وأكد أوغلو أن المحادثات مع السعودية كانت إيجابية جداً وممتازة..
وحول توقيع عدد من الاتفاقيات قال أوغلو منذ ما يقارب 13 عاماً وإن شاء الله سيكون هناك المجلس التعاون الاستراتيجي العالي بين البلدين هو منطلق ثمارات هذا التعاون، وكما تعلمون كان رئيس الجمهورية التركية في المملكة وناقش مجالات التعاون، وهانحن اليوم نجري العديد من اللقاءات مع قادة المملكة ومسؤوليها لتطوير هذه العلاقات.. وسأعود الشهر المقبل إلى المملكة لمنتدى جدة الاقتصادي، وفي شهر نيسان المقبل خادم الحرمين الشريفين سيزور تركيا، ونحن سعداء بقدومه.. والحمد لله هناك نجاحات في التبادل السياسي والعلاقات الاقتصادية.. كما قابلت العديد من رجال الأعمال السعوديين وناقشنا معهم الاستثمارات المتاحة في تركيا بدءاً من الصناعات الدفاعية إلى الطاقة والسياسة والزراعة.. والاستثمار في العقار.. وهناك كثير من الساحات التي تعمل فيها.. لأن اقتصاد السعودية وتركيا يكملان بعضهما البعض نظراً لاستقرار البلدين، وهما الدولتان في العالم الإسلامي التي فيهما النتائج القومي من أكثر الدول الإسلامية، هناك ثلاث دول إسلامية أعضاء في مجموعة العشرين وهذا شيء نعتز به..
وفي الموضوعات الإقليمية قال رئيس الوزراء: كما تعلمون يحيط بتركيا والسعودية حزمة صرعات في الدول مثل أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن.. ونحن من هذا المنطلق نعمل مع السعودية على أن نقف سداً قوياً أمام هذه الصرعات في هذه الدول المضطربة والاشتباك وأن نحل هذه الصراعات بعيداً عن العنف..
وكشف رئيس الوزراء أن مصر تعتبر من أهم الدول في المنطقة (للعرب) ونحن نحب القاهرة مثل إسطنبول.. ونحن نتطلع أن تكون القاهرة عاصمة السلام.. لأن مصر مكون لكل الحضارات العميقة وهي العمود الفقري للمنطقة العربية، مؤكداً أن تركيا لا تريد لمصر إلا الاستقرار والسلام والأمن ونرفض الإرهاب.. واختلافنا مع مصر لم يكن أن تركيا تحاول التدخل في الشؤون الخاصة لمصر.. ونحن نؤمن بأن الشعوب هي التي تقرر مصيرها.. ونحن لا ندعم هذه الحركة.. ونحن نريد الاستقرار لمصر.. ونتطلع لعلاقات قوية مع مصر.. تركيا مع السعودية ومصر تشكل عموداً قوياً واستقرارا للمنطقة..
وأضاف أوغلو قائلاً: تركيا تتطلع إلى علاقات جيدة مع مصر مع اختلاف وجهات النظر..
وحول سؤال عن تجسيد العلاقات السعودية- التركية على أرض الواقع، قال: هناك علاقة ممتازة وتطابق في كل الآراء والفهم، ووجهات النظر متطابقة، موضوع الإرهاب ومحاربته مهما كانت نوعيته، ونحن ضد الإرهاب وعدواً للانقسامات الطائفية ونحن ضدها، ومع الأسف ما يعمل في الدول هو الانقسام الطائفي، وقد ناقشنا مع الملك سلمان هذه الرؤية وتوصلنا إلى أن استقرار المنطقة واستقرار تركيا هو استقرار للخليج.. وسنعمل مع المملكة في مشروعات صناعية ذات فائدة على البلدين.. على الخليج وفي عدن وفي البحر المتوسط.. وسندعم المعارضة السورية مع المملكة ولن نتخلى عن الشعب السوري المظلوم، كما ناقشنا موضوع العراق واتفقنا أنه لا بد أن يكون هناك مشروع سياسي في العراق يشمل كل الطوائف.
نحن نرفض التهميش الحاصل للسنة في العراق، نحن نشاهد أن الجيش العراقي كله من طائفة واحدة.. كما أننا سندعم المملكة في مشروعها للدفاع عن حدودها مع اليمن وإثبات الشرعية المسلوبة.. كما أننا ندعم حكومة ليبيا وقرارنا أن نعمل معا لدعم أفريقيا وحمايتها من التدخلات..
وحول إنشاء قوة عسكرية بين المملكة وتركيا لدعم المعارضة السورية، قال: نحن ندعم المعارضة وندعم الشعب المظلوم.. ونحن نؤمن بأن الشعب السوري هو من ينقذ سوريا وليس التدخلات الخارجية.. وهناك 15 في المائة من الشعب السوري يعيشون في تركيا، وهدفنا أن يرجع هؤلاء إلى أوطانهم ونحن نعمل مع السعودية لإعادتهم إلى وطنهم وسندعم المعارضة.. ونحن ضد التدخلات التي تدمر البشر والممتلكات ولن يتوقف دعمنا لهذا الشعب.. فهو يستحق أن يلقى هذه الرعاية..
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن رؤية تركيا للتحالف العسكري الإسلامي.. قال: نحن مع أي تحالف ضد الإرهاب وسندعمها ونقف مع هذا التحالف القوي الذي يعمل على محاربة الإرهاب في الدول الإسلامية.. وسنقف ضد الإرهاب. وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن مؤتمر جنيف للمعارضة السورية، قال: نحن لسنا متفائلين من هذا المؤتمر لأن المجتمع الدولي لا يتصرف بعدالة.. في أول يوم للاجتماع الأول بدأ القصف على المدن السورية.. يجب على المجتمع الدولي إظهار إرادته الإنسانية والأخلاقية قبل كل شيء، نحن لا نرى هذه الإرادة في المجتمع الدولي ولكن أمامنا الآن هو مؤتمر جنيف لعلنا نظهر بنتائج إيجابية.. من خلال مشاركة المعارضة المعتدلة في هذا المؤتمر.. خاصة بعد الدعم للمعارضة من السعودية وتركيا.. نحن أظهرنا إرادتنا ونيتنا الصادقة.. ولكن لكي ينجح هذا المؤتمر يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يتصرفوا بإرادة صادقة ويجب أن يحترموا حق العيش للشعب السوري.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن تحرش روسيا بتركيا ماذا يعني، قال: نحن لنا علاقات مع روسيا ومصالح، بالأمس كان هناك دخول للطائرات الروسية، وقد حذرنا روسيا وحلف الأطلسي حذر من تعمد دخول هذه الطائرات للأجواء التركية، ونأمل ألا تتكرر هذه الحادثة.. وعندما نحذر فإننا سنعمل على حماية أراضينا ونحن نتمنى ألا يستمر الروس في استفزاز تركيا.