محمد المسفر ">
لا شك أن اجتماع الأسر والعوائل مطلب اجتماعي وديني إذا كان هدفه التواصل وصلة القربى والتواد والتراحم، أما إذا كان للوجاهة أو المهايط والتفاخر فهو اجتماع لن يحقق هدفه السامي لا شكلاً ولا مضموناً. ولذا كثير من الناس يرى ويتابع بعض الاجتماعات للعوائل والأسر التي تأخذ في شكلها طابع الحفلات والقصائد ومحاولة البروز والمظاهر، فهذه مصدر تندر واستخفاف من العقلاء لأنها لا تحمل أي هدف للصلة والتلاحم أو التآلف الاجتماعي؛ فالهدف واضح في شكل هذه الاجتماعات، حيث طغى عليها طابع البروز من خلال الحفلات وحب الظهور بالشكل على حساب المضمون والهدف مثل إقامة الولائم الباذخة والحفلات والقصائد متضمنة المديح والتمجيد، وهذا كله خارج عن سمو الهدف لمثل هذه الاجتماعات، إذ الهدف اجتماع أسري في قالب ملؤه المحبة والألفة والتواصل والتراحم للصغير والكبير في الأسرة. ولذا يجب أن يلعب العقلاء دوراً بارزاً في توجيه هذه الاجتماعات ورعايتها حتى تحصد الفائدة المرجوة منها. ولعل ما لفت نظري أمام بعض هذه الاجتماعات ذات البهرجة والصخب التي ذكرتها آنفا ولفت نظر غيري من العقلاء هو اجتماع «أسرة الفراحين» من قبيلة السياحين بشقراء، حيث لهم أكثر من ثلاثة اجتماعات لأسرتهم بدون ضجيج أو احتفالات تشمل كبارهم وصغارهم يتناولون فيها وجبة عشاء يتواصلون خلالها بشكل يكرّس المحبة والتواصل بينهم ويرسّخ العلاقة الحميمة بين أفراد هذه الأسرة بما يقرِّب القلوب ويقوِّي اللحمة الأسرية وحب الوطن وولاة أمره. وهنا أوجه عاطر التحيّة لهذه الأسرة التي ضربت أروع المثل للتواصل والتلاحم بين أفرادها بعيداً عن البهرجة والصخب الذي يفقد مثل هذه الاجتماعات جوهرها وفائدتها.. ودعواتي الصادقة بالتوفيق لجميع الأسر والعوائل في اجتماعاتها ولقاءاتها الأسرية بما يعود عليها بالخير ويزيد من أواصر الألفة والمحبة بينها.
- شقراء