المتتبع لخطابات حسن نصر الله الذي يتبع إيديولوجيا دولة إيران الفارسية يلحظ أنه يجنح إلى التطبيل والتهويل والتهييج الإعلامي واستحضار حنجرته في سجع لغوي مضطرب.

وسط هياج من الصياح والحضور الجماهيري ذاته والوجوه ونفس الديكور في كل خطاب ليضفي على خطابه هالة إعلامية بدأت واضحة المعالم لكل من عنده أدنى دراية بمدلولات مثل تلك الخطابات الهوجاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

خطب تخالف الواقع بل تكذبه وأحيانا يلجأ فيها عميل إيران حسن نصر الله إلى الكذب الممجوج خاصة من شخص كان الناس يعتقدون عن خطأ أن صاحبها يدور مع القضايا الإسلامية أو في صف المدافعين عنها لعقود مضت خصوصاً القضية الفلسطينية منها التي لم تستفد طوال هذه السنين غير الجعجعة والصياح والتطبيل ومزيد من الدماء والأسرى.

القضية الفلسطينية محلّك راوح في واد وصاحبنا في واد آخر.

وقد قال قائلهم (نسمع جعجعة يا حسن ولا نرى طحناً).

واليوم يطل علينا هذا العميل الإيراني وكعادته بتلك الكاريزما الإعلامية المعروفة والاسطوانة المشروخة.

لكنه هذا المرة يختلف عن سابقاته إذ يتحول بخطابه إلى المملكة العربية السعودية وإلى مكونها الرئيسي القبيلة التي وقفت معه ومع بلاده التي لا يمثلها لينظر لنا نحن السعوديين وليقدم لنا النصائح وهو يعيد للأذهان تلك القصيدة التي كنا نظنها ضرباً من الخيال للشاعر الكبير أحمد شوقي وكأنه يستحضر مشهد حسن نصر الله اليوم في خطابه الأخير الممجوج:-

برز الثعلب يوماً

في ثياب الواعظينا

ياعباد الله توبوا

فهو كهف التائبينا

واطلبوا الديك يؤذن

لصلاة الصبح فينا

فأجاب الديك عذراً

يا أضل المهتدينا

مخطئ من ظن يوماً

أن للثعلب دينا

هذه المرة يتوجه بخطابه للقبائل السعودية وهو يقول القبائل العربية في الجزيرة العربية لا دخل لها بالأحداث الدائرة على أرض الواقع وهذه الأحداث المسؤول عنها الحكومة السعودية، وكأنه يريد أن يدق إسفينا بين القبيلة والدولة ويضع بونا بين القبيلة والحاكم، فنقول لهذا العميل بنقاط واقعية واضحة المعالم:-

1 - القبيلة العربية في بلادنا السعودية تعي كلامك تماماً وتعرف ما وراء الأكمة فلا تتعب نفسك.

2 - عد إلى التاريخ لتفهم كيف كنا قبل مائة سنة، قبائل متناحرة في فقر مدقع وأمية عمياء عمت وحالة من البؤس، يوم أن كنت وجدك ووالدك تنعمون تنعماً بما لذ وطاب.

3 - ثم أنعم الله علينا بهذا الكيان الذي تزدريه أنت (المملكة العربية السعودية) والذي ننعم وينعم أبناؤه بخيراته.

4 - خيرات هذا الكيان وصلت إلى بلدك يا حسن نصر الله بل وصلت لك للأسف.

5 - القبائل يا حسن بايعت المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبناءه البررة من بعده على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله فهل تعرف معنى ذلك شرعاً وقدراً وما هي لوازم هذه البيعة؟

6 - قدرنا المحمود اليوم أننا مع هذا الكيان وهذا توفيق من الله، ووالله لا نخون ولا ننكث ببيعتنا.

7 - كل القبائل تفهم هذا الفهم تماما بل كل المكونات في المملكة حتى المكون الشيعي وهو قليل يعرف ذلك ويعيه، ويعي ما ترمي إليه من خطابك. فتعقل!!

8 - هناك قبائل عربية شيعية خارج المملكة العربية السعودية اكتوت بنيرانك ونيران الثورة الإيرانية الخمينية المجوسية تتمنى لو كانت تحت الحكم السعودي وهذا واقع والله.

9 - نحن اليوم يا حسن وصلنا إلى قناعة أن قبيلتنا انصهرت بمكوناتها شيوخاً وأعياناً وأفراداً لتكون بلادنا السعودية وفق هذه المنظومة التي لا تتجزأ أبداً، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

10 - العرب يا حسن نصر الله يعرفون ما قدمت السعودية حكومة وشعباً للقبائل العربية وللعرب والمسلمين لكننا نعرف أنك جاحد وناكر للجميل.

11 - ونحن نفخر يا حسن بانتسابنا للملكة العربية السعودية وبهذا المسمى تحديداً (سعوديون) ولا ضير في ذلك فهناك دول قامت بمسميات حكامها والتاريخ مليء بذلك فالدولة الأموية والعباسية والعثمانية ولم ينكر هذه النسبة أحد وهل مثل دولة دولة يا حسن!!!

12 - هذه الاسطوانة مشروخة وابحث عن غيرها والناس قد عرفت حجمك ومن تكون حتى المقربون لك فلا تتعب نفسك، واللبنانيون عرفوا من هو حسن نصر الله الذي تهاوى.

هل يكفيك ذلك أم تريد المزيد؟

ونبشرك والأيام بيننا أن القادم من الأيام سيثبت لك من نكون وماذا نريد وأين نسير فنحن من يقول ويفعل {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

أخيراً فلقد اختزل الرد عليك الشاعر السعودي ابن القبيلة جزا البقمي وهو يخاطب الملك سلمان وفقه الله:-

نجدد البيعة ونقريك السلام

يا قايد (الأمة) ويا ربانها

وحنا معك في حرب وإلا في سلام

أرواحنا لك مرخصين أثمانها

ابشر بنا لا ولعت نار وعسام

وسود الليالي كشرت نيبانها

نضرب بسيف الحق فصام العظام

اليا تفلت بالفتن شيطانها

نعم اليا تفلت بالفتن شيطانها وإن عدتم عدنا.