رواية نبيل سليمان (ليل العالم) تتحدث عن معاناة السوريين خلال انتشار داعش في مدنهم وقراهم.. والخوف الذي اجتاح الناس.
يقول في جزء من الرواية: تعلقت نظراتي بسيارة الفان الفضية اللامعة فاضطر رأسي إلى أن يرتفع قليلاً مغالباً الخوف من الدورية، وعندما تجاوزتني بسلام تنهدت عميقاً، واندفعت نظراتي تحيي شارع تل أبيض، من موقعي إلى منتهاه. وعندما تابعت السير أحسست بفراغ هائل يجتاحني، وبقلبي ينتفض، فتباطأت، ورحت أغمض عيني وأدعكهما قبل أن أفتحهما، وخفت من توهان خطواتي، وقبل أن أنعطف في شارع اليمن الفرعي الذي يفترض أنه يختصر الطريق من شارع تل أبيض إلى... إلى أين؟
في هذه الظهيرة الحارة؟
اصطخب الفضاء بالرصاص فتسمر منيب أمام صيدلية الهدى.. ماذا كان اسمها قبل أن يستولوا على المدينة؟
كانت أصوات الرصاص تأتي من الجهة المقابلة.. زخات متقطعة، ثم صارت تتواصل من سائر الجهات.
وقدر منيب أنهم يحتفلون بإعلان الدولة والخلافة؛ لذلك قرر العودة إلى البيت. ولأن ساقيه كانتا تنتظران القرار طارتا به، ولم تحطا إلا في مدخل البناية، وكانت أصوات الرصاص قد نأت وعادت تتقطع.