أحمد المنصور ">
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي نبأ استشهاد البطل وكيل رقيب عبدالرحمن بن عيسى الحربي أحد أبطال الكتيبة الثانية من اللواء الثامن الذي استشهد في ميدان العز، والشرف، والكرامة، دفاعاً عن دينه ثم وطنه في الحد الجنوبي لأراضي بلادنا.
أديت صلاة الجنازة على روحه الطاهرة في 9-4-1437هـ في جامع حي الروضة بروضة المحيلاني التابع لمحافظة عقلة الصقور الواقعة غرب منطقة القصيم.
تقدم المصلين أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز؛ لأداء صلاة الجنازة على روح الشهيد الطاهرة، وبعد الانتهاء من أداء الصلاة حمله المشيعون على الأكتاف، وفي مقدمتهم سمو الأمير الذي حرص على أن يكون في مقدمة المشيعين والإمساك بمقبض نعش الشهيد بيده الكريمة، وحمله مع المشيعين من أفراد عائلته الذين وجدوا عظم الترابط بين ولاة الأمر وأبنائهم المواطنين، وشاهدوا فيه الوحدة الوطنية التي جسدها الأمير بحمل نعش الشهيد الحربي مع أفراد عائلته، وهذا من تآزر، وتلاحم، وترابط عرى قواعد وحدة أبناء الوطن الذي يقود دفته سلمان بن عبدالعزيز.
إن الذي عاش مشهد التشييع من المصلين لابن الوطن يدرك أن الأبطال من أبنائنا أرخصوا حياتهم الغالية التي لا ترخص إلا لأجل الدفاع عن الدين ثم الوطن، وتركوا أبناءهم، وانطلقوا إلى ساحة الجهاد لأجل حماية تراب أرضهم الطاهرة أرض الحرمين الشريفين ووجهة أكتر من مليار مسلم في مختلف الأقطار العالمية.
فالبطل الحربي وغيره من الأبطال الذين لبوا نداء القائد خادم الحرمين الشريفين ورابطوا في الشريط الحدودي الجنوبي لبلادهم، إنهم على يقين أن الله ناصرهم وخاذلاً أعداءهم وأعداء دينهم، وأعداء مقدساتهم الإسلامية, فلبى الحربي النداء تاركاً أبناءه لله ثم لولاة الأمر لعله ينال الشهادة التي وعد الله بها المجاهدين في سبيله!.
لقد جسد سمو أمير منطقة القصيم عمق التلاحم الوطني الذي نقلته صور جريدتنا الجزيرة وهو يحتضن صدورهم، ويمسح رؤوسهم، ويكفكف دموعهم، ويصافح كبيرهم مهنئاً الجميع بعظم نيل شرف الشهادة التي نالها والدهم في ساحة الجهاد، وهذا شرف ليس لأبنائه وأبناء عائلته بل لأبناء بلادنا.
إن الذين شاهدوا الصور التي نقلت مراسم تشييع جنازة الشهيد الحربي تحمله أكتاف المشيعين من عسكريين ومدنيين امتزجت فرحة استشهاده في وجوه أفراد عائلته الذين تلقوا نبأ استشهاده, ونقل أمير المنطقة تعازي القيادة, داعياً أن يتقبله الله في الشهداء.
فالشهادة التي نرجوها من الله لابن الوطن البطل الحربي إنها من أغلى القروبات إلى الله وأعظمها لنيل الفردوس الأعلى في الجنة التي أعدها للشهداء في سبيله، وهي أعظم ما يرجوه المسلم في حياته وهذا ما يتمناه أبناؤنا المرابطون في حدودنا.
- بريدة - نادي القصيم الأدبي