محمد حمد البشيت ">
لازال الحلم يراود الصفوية الفارسية لاستعادة الأمبرطورية الساستانية الفارسية وهذا الحلم والزعم معاً، ليس بجديد فيما يراود الحلم الفارسي، فالنيات مبيته وفق عمل دؤوب من عهد الشاهنشاه محمد رضا بهلوي.. والذي لم ينجح في مسعاه الحالم الزاعم، رغم انفتاحه على الغرب وحليفه الأمريكي الذي كاد الأخير أن يجعل منه شرطياً على المنطقة ومن ثم النكوص عن الوعد له بذلك.. وقيام الثورة الخمينية وتسلم الخميني للحكم عائداً من منفاه الباريسي.
وأثناء ذلك الحدث الكبير كان الأيحاء واضحاً وجلياً منذراً بالشر والعدوان في رسم مفاهيم جديدة أكثر تشدداً في خنق بلاد فارس وجرها لافتعال المشاكل بالداخل الإيراني ومن ثم الخارجي، فعلى الصعيد الداخلي قام الخميني بتصفية الخصوم مهما قل أو على شأنهم قس على ذلك خلق حرس ثوري إيراني مرجعه الأعلى الخميني، فالحرس الثوري هو الحاكم المتصرف والذي يستمد قوته من -الولي الفقيه- الخميني- ولا سلطة لرئيس الدولة على الحرس الثوري. فهو التابع للفقيه.. وعندما فطس الخميني كان - علي خامنئي - البديل الذي سار على نهج الخميني. والذي قوى من شوكة الحرس الثوري وهو الأن ما تمثل بقاسم سليمان قائد الحرس الثوري وزمرته الفاشية.
على خامنئي الولي الفقيه كما يسمونه هناك لا ندرين من أين أوتي بهذا اللقب ولم يكن معروفاً بطهران قبل مجيء الخميني شيء اسمه «ولاية الفقية» هو مسمى مخترع لإضافة هالة من التدين على الحاكم بأمره للأمساك برقاب البلاد والعباد تحت ذريعة من الذرائع الصفوية. مثلما هي ذريعة نشر التشييع تبركاً بمقدم -المهدي المنتظر- مزايدات فارسية على الدين الإسلامي الحنيف والذي هو بريء من الملة الصفوية السابة للخلفاء الراشدين.. والطعن بحق الإسلام في كتبهم وحسينياتهم وفضائياتهم ليل نهار.
علي خامنئي.. أو كما يوصف بـ - الولي الفقيه - يسير على خطى سالفه الخميني، في تصدير الثورة. واحتلال ما حوله من أقاليم وجزر.. ولعلنا هنا نذكر جزءاً من الغطرة الصفوية العدائية للإسلام والمسلمين. وسعيها الحثيث في تخريب دينهم وديارهم.
في عام 1936م وضعت إيران يدها على احتلال - عرب ستان - المسماة بالإيراني الآن - خوزستان - فاحتلتها وجففت مياه ينابيعها وهجرت أهلها وقتل منهم الآلاف والبقية أقلية مضطهدة منعت من قيام مساجدهم ومدارس تعليمهم ومحت كل شيء مكتوب باللغة العربية بمعنى طمست معالم -الأحواز- جغرافياً وسياسياً وحولت الأسم من - عرب ستان إلى خوزستان - والمعروف أن - عرب ستان.. أقليم عربي حر لكنه الاحتلال الصفوي الغاشم.
وهل اكتفت إيران بهذا التعدي السافر على الأحواز العربية.. أبداً، بل كانت عينها على الخليج العربي.. فصارت تدعي أنه الخليج الفارسي.
وإذا الحديث بالحديث يذكر، فقبل سنوات أقلعت طائرة إيرانية من مطار أبوظبي باتجاه إيران.. فأعلن قائد الطائرة أنه يمر عبر الخليج العربي باتجاه مطار طهران الدولي، ففصلت السلطات الإيرانية قائد الطائرة. لماذا لإنه تفوه فيما أسماه بالخليج العربي، وهذا صحيح لكن إيران تزعم بأنه خليج فارسي.
وفي عام 1961م قامت باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وجزيرة أبو موسى، التي مازالت محل نزاع بين الإمارات العربية ودولة إيران المحتلة.. للجزر الثلاث.
إيران كما قلت هنا في مقالة سابقة -هي دولة ثورية مارقة لا دولة مدني- نعم أنها لا تحترم الجوار والقوانين والأعراف الدولية.. وهذا صحيح فيما تمثلة إيران من عدوانية وراعية للإرهاب وإشعال الحراق والحروب بالوطن العربي. وهاهي تشتري المزيد من الاسلحة من روسيا فيما يقارب عشرات المليارات وتعترف بأن لها مائتين ألف مقاتل بالشرق الأوسط. كل ذلك ببركة الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي والإفراج عن أرصدتها المجمدة، فبدلاً مما تنفقه في تنمية شعبها المتوق للحرية والرفاهية اختارت تنمية قدراتها العسكرية وتصدير الإرهاب على حساب شعبها المضطهد والمبتلى بالمزاعم الساسانية الفارسية.