محمد المليص ">
إن اطمئنان بشار الأسد وعصابته الطائفية، ومن خلفه إيران وحزب الله، أن إسرائيل تخشى سيطرة الإرهابيين على سوريا، لذا هي مع بقاء النظام الطائفي بقيادة الأسد على مبدأ عدو عدوي صديقي، لم يدم طويلاً هذا الاطمئنان، لأن لا اطمئنان للعملاء ضد شعوبهم وأوطانهم مهما بلغ الدعم لهم من مطمئنيه، لهم مهمة وعندما تنتهي المهمة، هم لمزبلة التاريخ.
ها هو التقرير الاستخباراتي الإسرائيلي الصادر عن مركز الأبحاث القومي الإسرائيلي لعام 2016 الذي يقول كما ورد في صحيفة رأي اليوم: «على إسرائيل أن تجد طريقاً لدعم مسارات تؤدي في نهاية المطاف إلى ألا يشكل نظام الأسد طرفاً مهيمناً في سوريّة، وذلك في موازاة الامتناع عن تعزيز تيارات سنية متطرفة، في مقدمتها «داعش».
من ناحية إسرائيل، أوضح التقدير، أنّه بالإمكان معالجة هذه الجهات بالتدريج، مع تشخيص دائم للتقدم الصحيح، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، على إسرائيل تطوير أدوات جديدة وإبداعية وأكثر فعالية».
ما هي الرسالة الإسرائيلية لبشار الأسد وعصابته وداعميه حزب الله وإيران والمليشيات الطائفية الذين صدعوا رؤوسنا بالمقاومة الكاذبة التي كانت مجرد غطاء لتمرير عدوان طائفي إرهابي على الشعب السوري الذي غالبيته سني فكان عداؤه أهم من العداء لإسرائيل، وهم استغلوا خوف إسرائيل من قدوم نظام سوري جديد بقيادة ذات غالبية سنية يطالب بالجولان وبإنصاف القضية الفلسطينية؟
من بداية الثورة التقط بشار الأسد وعصابته وداعموه الطائفيون الإشارة من إسرائيل أنها تخاف من النظام الجديد، فراح هو وعصابته يتاجر بالتنظيمات السنية المتطرفة ليبرق لإسرائيل أننا نحن معاً في خندق واحد ضد الإرهابيين السنة فادعمونا من خلال أمكم أمريكا كي ننتصر معاً ونبقى معاً في خندق واحد يدعى خندق الأقليات ضد الإرهاب السني. بل زاد الطين بلة وراح بشار الأسد وعصابته وداعموه يحرضون كل الأقليات من مسيحيين وداعميهم في الفاتيكان والغرب، وكذلك الأكراد والدروز للانضمام لخندق العداء للسنة بحجة أن الثورة هي مجرد إرهابيين سنة. فوقع بعض الأقليات بشرك ذبح الشعب السوري، وكان البعض واعياً لهذه العمالة والخيانة التاريخية ضد الشعب السوري بحجة الإرهاب السني، فوقفوا على الحياد، والبعض القليل انضم للثورة فكانوا وطنيين وأبطالا حقيقيين.
أما إسرائيل، وهي بيت القصيد، فإنها استخدمت خبثها بإيقاع الأسد في شباك عمالتها، وضغطت فعلاً على أمريكا والغرب للتمسك بالأسد بحجة أنه ليس هناك بديل يناسب أمن إسرائيل. فانتعش الأسد ومليشياته بما في ذلك حزب الله وراح حسن نصر الله يصرح على الملأ بأن طريق القدس يمر من حلب وإدلب وحمص وكل المدن السورية، لأنه اطمأن أن إسرائيل لن تفتح حرباً معه وهو ينفذ ما يفرح قلب إسرائيل، وفي قلبه غبطة بأن كل السنة المنتفضين ضد النظام الأسدي الطائفي هم إرهابيون حسب ما يدعي زوراً وبهتاناً، وفقط المعارضة التي هي وجه آخر للنظام هي التي يطمئن لها حزب الله وإسرائيل معاً، لا يوجد شيء اسمه الجيش السوري وإنما مليشيات طائفية مقادة إيرانياً وروسياً.
ملخص القول إن الرسالة الإسرائيلية الجديدة لبشار الأسد وداعميه الطائفيين هي التالي:
يا أيها العميل المخلص لقد أديت العمالة على أكمل وجه، ولولا دعمنا من خلال أمنا أمريكا لما استمررت سنة واحدة في ذبح الشعب السوري وتمزيق سوريا كي تصبح سوريا لقمة سائغة في فمنا، لكن يا صديقنا لقد انتهت مهمتك، ونحن دولة لها مصالح استراتيجية. أما أنت يا بشار الأسد وعصابتك فلن ننسى إخلاصكم في تدمير سوريا وفي سماعك لنصيحتنا التي مررناها لك منذ بداية الثورة، لذا لن ندعك في أيدي النظام الجديد يحاكموك أو يشنقوك كصدام حسين، نحن نحترم عملاءنا عندما تنتهي مهمتهم كي نشجع آخرين أمثالك على العمالة، لذا نحن من سيضمن لك مكاناً آمناً وكل من تريد من عصابتك، لتعيشوا بأمان ومعكم المليارات التي سرقتموها من قوت الشعب السوري. سننسق مع أمنا أمريكا كي تنسق مع روسيا لتكون وعصابتك في لجوء آمن. وسنستمر في دعم ممارسة سياستك الذكية التي ورثتها عن أبيك المحنك الذي تاجر بالإرهاب لتمرير سياساته الطائفية.
لكن ما يريد أن يقوله الشعب السوري لبشار الأسد الطائفي وداعميه وإلى إسرائيل التي استثمرت الحقد الأسدي الطائفي وحقد داعميه، أن الشعب السوري مصمم على استرجاع سوريا قطعة واحدة يحكمها نظام ديمقراطي بدون أي محاصصات طائفية كما يحلم العملاء والأعداء، وبشكل طبيعي ستكون القيادة نحو تأليف جيش قوي يسترجع الجولان ويكون الداعم للحقوق الفلسطينية ورادعا لأي مجموعة تفكر أن تكون عميلة لهذه الجهة أو تلك على حساب وحدة وسيادة وقوة سوريا.