سميرة بنت علي بافقيه ">
إن من يمعن النظر في مهنة التدريس يدرك مدى أهمية هذه المهنة العظيمة، فالمعلم والمعلمة هما أساس المجتمع وحضارته وتطوره، وكل أجيال المجتمع ثمرات كفاحهما، فكل إنسان يلقي علماً أو يربي طفلاً يكون معلماً. مهنة المعلم ليست كما يُظَن أنها سهلة يسيرة، بل العكس من أصعب المهن وأخطرها، وكما أن التعليم مصطلح عمومي ليس خاصاً فقط بمن يعلم في المدرسة، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان معلمنا الأول وعلى نهجه سار آباؤنا وأجدادنا.
إن مسيرة الحياة تبدأ بالتعلم ثم التعليم، فالمرء ينشأ وعنده القابلية للتعلم من والديه أو معلميه أو غيرهم ممن يتلقى منهم التربية والتعليم، ولذلك فقد أولت مملكتُنا هذا القطاع جلَّ اهتمامها وخصصت له الميزانيات؛ حتى تقوم وزارة التعليم بهذا الدور العظيم، وقد وُضعت أهداف للتعليم في المملكة تنبثق من شريعة الإسلام وبما يناسب طبيعة كل من الطالب والطالبة، وتعدّ أساسها القوي الذي يُبنى به المتعلم منذ أن أنشئت وزارة متخصصة بهذا المجال. لكن مع تقدم الحضارات، وازدهار الأمم، وتطور التقنية، وتحول العالم إلى قرية صغيرة، وكثرة المغريات التي تواجه النشء ظهر العديد من التيارات والأفكار الهدامة التي تخالف كثيراً من المبادئ والقيم، ولا سبيل للوقاية منها إلا بالتعليم المستمر، وقد طُرحت كثيراً من البرامج ولعل من أشهرها البرنامج الوقائي «فطن» للوقاية من كل من يحارب الوطن من خلال أبنائه التي لها دورها في مواكبة التطور في عصرنا والحرص على أن تقي الجيل من خطر الثقافة الإلكترونية وخاصة الثقافة الغربية التي لا تمت إلى شريعتنا الإسلامية بصلة، مما جعل المعلم أو المعلمة في حاجة ماسة إلى تطوير أساليبهم التعليمية واستخدام الخطط والاستراتيجيات المبتكرة، واستعمال التقنية التي تجذب التلاميذ، ولعله في هذه السطور تحضرني مقولة وهي: أنه إذا أردت هدم حضارة فعليك بثلاثة؛ منها التعليم وإسقاط القدوة، والتعليم من خلال تهميش دور المعلم والتقليل من شأنه حتى لا يقدر الجيل العلم والتعليم.
وعلى من يقوم بهذا الدور العظيم ألا ينسى تجديد إخلاصه لله سبحانه وتعالى؛ لأن الإخلاص هو الدافع الأساسي والقوي المنشط لذلك المحفز الذي يسكن داخل كل معلم ومعلمة، وأن يطور ويجدد في أساليبه التي تقنع تلاميذه. كما أنه باستغلاله لوسائل التقنية الحديثة يتمكن من توسعة مداركه لتلك الأساليب الحديثة.
المعلم والمعلمة هما النور الذي ينير درب الوطن، ويرفع شأنه بالعلم ومحو الأمية والجهل، ومع ظهور التقنية يتوشح العلم بالتقنية ليخرج لنا أرقى وأجود المخرجات في جميع التخصصات وبما يحتاجه سوق العمل، ويرفع الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة والله أسأل لنا التوفيق والقيام بالمهمة على الوجه السليم.