ارتفاع نسبة أمراض القلب بين الشباب مؤشر خطير يحتاج لبحوث عاجلة ">
الجزيرة - عبد الله الجعيدي:
كشف استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى المواساة د. أحمد صبري، عن تزايد مطرد لعدد زوار عيادات القلب في الآونة الأخيرة.. وقال في حوار سريع لـ «الجزيرة» إن المزعج في الأمر أنهم أناسٌ ما زالوا في مقتبل العمر، معتبراً ذلك مؤشراً خطيراً، وأضاف: «المتعارف عليه عادة أن مرضى القلب تبدأ المشكلات لديهم من بعد سن الـ50، لكن للأسف هناك من يأتينا ممن أعمارهم لم تتجاوز الـ35 لوجود مشاكل قلبية لم يسبق أن رأيناها إلا في من أعمارهم بلغت الـ50 والـ60 عامًا - وتابع قائلاً: هذا مؤشر يستوجب البحث العاجل والتقصي ومن ثم زيادة التوعية» - وفيما يلي نص الحوار:
) في البداية حدّثنا يا دكتور عن قسم القلب في مستشفى المواساة؟
- من الملاحظ عند دخول المستشفى بشكل عام أنك تشعر باختلاف كبير من ناحية التصاميم الهندسية في كل التفاصيل، وهذا الانطباع حقيقي حيث تمت مراعاة أحدث ما توصلت إليه المستشفيات على مستوى العالم من نواحي التصميم والأفكار الهندسية، ويأتي قسم القلب مكملاً لهذه التصاميم؛ حيث روعي فيه أدق التفاصيل التي تساهم في رعاية المريض وتوفر له أفضل سبل الراحة، وأتذكر هنا أنه قبل أسبوع زارتنا الهيئة الأمريكية لسلامة المستشفيات وكان انطباعهم رائعًا عن إمكانيات المستشفى عمومًا وقسم القلب تحديدًا, وهذه الرؤية من أعلى السلطات في مجال الطب تعطينا حافزًا ودافعًا لكي نقدم أكثر ولا نقف على ما وصلنا إليه, ونحن في قسم القلب بدأنا تنشيط التخصصات الدقيقة في مجال علاج القلب كالقسطرة القلبية (والقسطرة الطرفية وقسطرة المخ والأعصاب)، ونمتلك في القسم أحدت أجهزة الأشعة التلفزيونية للقلب وجهاز اختبار الجهد وجهاز رسم القلب الذي يعمل على مدار 24 ساعة، وأجهزة قياس الضغط التي تعمل على مدار 24 ساعة، ويضم القسم أيضًا جهاز الأشعة المقطعية 128 متعدد الطبقات الذي يُعتبر أحدث جهاز في مجال الأشعة القلبية, بالإضافة إلى الكوادر الطبية المجهزة على أعلى المستويات.
) يُوجد في المملكة العديد من المراكز المختصة بالقلب، بم يتميز قسم القلب في المواساة عنها؟
- أستطيع أن أقول إننا في المستشفى وصلنا لمرحلة عالية جدًا من حيث الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تبدأ من دخول المريض المستشفى حتى وصوله لدكتور القلب، فنحن ولله الحمد جهزنا كادرًا إداريًا على دراية واسعة بالحالة التي يكون عليها أي مريض قادم للمستشفى عمومًا ولعيادات القلب بالذات؛ بحيث تكون إجراءات التسجيل والدخول في أماكن مهيأة ومريحة وسهلة, ويأتي بعد ذلك دخول المريض لطبيب القلب وهي النقطة الأساسية التي نرتكز عليها في المستشفى، حيث إننا نلتزم حرفيًا بمواعيد كل مريض ونعطيه حقه الكامل في أخذ كل ما يحتاج سماعه من الطبيب لأننا نؤمن أن المريض له كامل الحق في الاستفادة من وقت وجوده عند الطبيب المعالج, بالإضافة إلى وجود قسم خاص بعلاقات المرضى الذي يأتي دوره في توضيح كل النقاط الإدارية التي يحتاج المريض معرفتها.
) كثيرون من مرضى القلب يلجؤون للعلاج في الخارج لانعدام ثقتهم في كفاءة المراكز المحلية، ما رأيكم؟
- هذا التصوّر للأسف الشديد خاطئ تمامًا؛ فالمملكة عموماً تمتلك من التجهيزات الطبية في مجال القلب الشيء الكثير بل وتعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال, وما أستطيع أن أؤكده لك أننا في المواساة بالذات لم نترك أي جهاز أو نوع علاج أقرته الجهات المسؤولة وسمحت باستخدامه لعلاج مرضى القلب إلا تم توفيره لدينا، بحيث يستطيع مريض القلب إجراء أي عملية قلبية لدينا دون أي نقص وعلى أعلى المستويات، فنحن نستطيع مثلاً إجراء كل عمليات القسطرة القلبية وعمليات توسيع الشرايين التاجية وتركيب الدعامات الدوائية وتركيب الدعامات الدوائية الذائبة، وهذه أحدث تقنية في نظام الدعامات، كما نقوم بتركيب منظمات القلب الأحادية والثنائية والثلاثية، وجهاز الصدمات الكهربائية الداخلية للقلب.
) في رأيكم ما هي أبرز الملحوظات من خلال تعاملكم مع مرضى القلب هنا في المملكة؟
- من المؤسف أن نقول إن عدد من يزور عيادات القلب في الآونة الأخيرة لم يعد بسيطًا بل ويزداد باطراد، والمزعج أكثر أن منهم أناسًا ما زالوا في مقتبل العمر، وهذا مؤشر خطير لأن المتعارف عليه عادة أن مرضى القلب تبدأ المشكلات لديهم من بعد سن الـ50، لكن للأسف هناك من يأتينا ممن أعمارهم لم تتجاوز الـ35 لوجود مشاكل قلبية لم يسبق أن رأيناها إلا في من أعمارهم بلغت الـ50 والـ60 عامًا، وهذا مؤشر يستوجب البحث والتقصي وزيادة التوعية، ودراسة الأسباب ووضع الحلول بأسرع وقت قبل أن تغدو ظاهرةً تصعب السيطرة عليها مستقبلاً, وأعتقد أن أهم المسببات طبيعة التغذية الخاطئة المتفشية هنا، وما ينتج عنها من سمنة وسكّري، بالإضافة إلى السبب الأهم وهو التدخين الذي أصبح منتشرًا بين صغار السن بشكل مزعج جداً، مما يستوجب وقفةً حازمة وإلا فإننا سنشاهد هؤلاء الشبّان في المستقبل القريب ملازمين لعيادات القلب, ولعل أهم الحلول بحسب وجهة نظري (التوعية) التي تُعتبر أول طرق الوقاية من الأمراض، فالتوعية سلاح لا بد أن نستخدمه لنحول دون استشراء هذا الشر وما يتبعه من أمراض في أبدان أبنائنا.
وأتمنى أن يهتم الشباب بإجراءات الفحوص الدورية للقلب حتى تكون نسبة الإصابة معدومة في مستقبلهم.