فهد عبد العزيز الكليب ">
ارتبط واقع امتداد خدمة هذه الدولة السعودية عبر تاريخها المجيد برجالات أشداء يعملون لرفعة شأن الوطن والمواطن على حد سواء، ولم تكن جدارة الاستحقاق تقدم إلى المناصب العليا في الدولة إلا من يثبت كفاءة الحضور، مشغوفة بالعمل المؤطر بالإنجاز وتقديم المصلحة العليا فوق أي اعتبار والدولة السعودية مع ذلك ماضية في طريقها المؤسس وفي هدوئها المتصل واطرداها الناهض عبر أزمنة ملوكها البررة الذين عملوا الكثير في سبيل إمضاء الأمانة على خير وجه، وقد نعم الوطن بالكثير من الإنجازات التي أهمها منجز الأمن والاستقرار الذي حافظ عليه جميع ملوك المملكة العربية السعودية وعلى مدى أكثر من قرن من الزمن والكل يعرف عن الملك سلمان بن عبدالعزيز -صرامته- الحق، ودقة اختياره للرجال العاملين في خدمة الدولة، وهو على دراية بمعرفة أبناء وأسر المملكة العربية السعودية، فكيف بأبناء الأسرة المالكة وهو الإنسان قبل الملك الذي تحمل ثقل هم هذه الدولة وأقر أمنها واستقرارها ليضعها على الطريق الصحيح وعلى قواعد صلبة وارتكاز متين وخاصة في هذا الوقت العصيب لواقع أمتنا العربية والإسلامية لذا كان أسبق إلى بناء الدولة من جديد بإدخال الجيل الثالث من أبناء الأبناء من الأسرة المالكة لكل من أثبت كفاءة قدرات على أرض الواقع المشاهد، لذا كان اختيار محمد بن سلمان وقبله محمد بن نايف بداية لعهد جديد من الاعتماد على هذا الجيل الجديد وإعطاءه الفرصة لقيادة زمام أمور بعض المسؤوليات الكبرى في الدولة، ومحمد بن سلمان يرى في والده أسوة حسنة في ارتكاز الصورة الجميلة كجامعة مُثل ومدرسة قيم ينهل منها الكثير من الصفات في فنون الإدارة والحكم والتعامل والعمل كما تمثل سلمان بوالده الملك العبقري عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وقاربه في الكثير من الصفات والأعمال وخاصة العزم والحزم في تصريف الأمور وفي ذلك إرث ينقل من الآباء إلى الأبناء فالمنصب لم يكن يوماً في منظوره -أي الملك سلمان- ترفاً أو غراءً أو نشوة حكم أو تطلع للسلطة الذاتية إنما كان ولا يزال في منظوره وفكره أمانة وعمل ورسالة واحتشام مؤطر على أسس تعاليم الشرع الإسلامي الحنيف وهو أشد ما يكون في أعماله كلها وإمضائه خشية لله تعالى وهو إلى الأناة والحلم أشد ما يكون حرصاً على تحقيق كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن عبر تاريخه المجيد.
هذه هي الصورة الرائعة من الجمال التي عرفناها عن الملك سلمان الأمير قبل الملك والإنسان قبل المسؤول لذا بدأ محمد بن سلمان يحقق من خلال مسار عمله إنجازات طموحة بدأنا نتلمس نتائجها حسب استقراء المنجز وحماسة الأمير الشاب الذي قدم وما زال يقدم فصولاً من التحدي باستجماع عدد من القرارات التي تطبخ في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والتي تعقد اجتماعاتها برئاسته وبالأمس أظهرنا الأمير وهو يرتجل خطابه ويرد على أسئلة الإعلاميين والصحفيين وبملاءة كفاءة التمكن وثقافة خاصة بدأت تتعزز بقوة ومضاء وبهذا الحضور الملتزم للعمل وبتكوينه السياسي المبكر حيث بدأ يقارع بحراكه وحضوره واجتماعاته ومباحثاته قادة دول العالم باستشراف قدرة كفاءة أثبتت مع الأيام اجتلاءها لصدق التوجه في نظرة الاختيار الثاقب للرجل المناسب في المكان المناسب وهو من يعزز استراتيجية تسريع التنمية وتعزيز نجاحات متواصلة في هذا الاتجاه المتكيف مع المتغيرات رغم كل التحديات وولي ولي العهد ومن يعمل إلى جانب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن نايف في تحقيق الطموحات الإنمائية وأحداث الطفرة الجديدة لبناء دولة العزة والكرامة والأمن.. حيث لم يمض عام على تقلدهم مناصبهم القيادية وبيعتهم المباركة إلا ورأينا حضوراً لافتاً وتغيرات غير مسبوقة في المشهد السعودي ترتقي إلى طموحات وآمال الوطن والمواطن على حد سواء في تحولات جديدة وبدينماكية البحث عن كل ما يخدم المصلحة العليا للدولة مع استحضار كامل لكل العوامل السياسية والاجتماعية والأمنية الاقتصادية وكل ما يحيط بالمنطقة من أحداث وتحديات ورصد دقيق لتطوراتها وبعقلانية وعي المسؤل تقوده حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفي رؤيته أن تكون المملكة وكما هي عبر تاريخها الطويل قبلة ومنارة ومرتكزاً وحضناً دافئاً لكل العرب والمسلمين ومنطلقاً لتحقيق مبدأ السلام والأمن ليشمل العالم بأسره.
فلا غروة إذاً أن يكون الأمير محمد بن سلمان وخلال هذه المدة الوجيزة قد صنع له حضوراً استثنائياً وما زال يعتمل في فكره الكثير من الأفكار والخطط الطموحة التي تطبخ بهدوء العصف الذهني على طاولة الاجتماعات الدورية والنشطة وبمشاركة جميع أعضاء المجلس.. وأنا هنا أقترح على سموه بأن يكون في المجلس قسم خاص بالعرائض التي يرفعها المواطنون والتي تتسم بأفكار جديدة ووجيهة جديرة بالطرح والنقاش والمداولة.. فالمواطن شريك أساس في صنع القرار الذي يخدم الوطن والمواطن، كما أن قرارات المجلس التي تهم المواطن لا بد أن تكون معلنة وبكل شفافية ووضوح وكلِي أمل في أن تجد هذه الاقتراحات قبولاً من سمو رئيس المجلس المتقد حماسه لكل ما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.