الجزيرة - سلطان المواش:
من خلال القالب الدرامي غير المباشر يسعى برنامج (ملفات التحقيق) إلى إيصال عدة رسائل هادفة تتمثل في الإسهام في الوعي الأمني ومعالجة الظواهر المخلة بالأمن كجرائم التعدي على النفوس والأموال والأعراض، وجرائم الإرهاب والانحراف الفكري وغيرها، كما يهدف البرنامج سلوكياً إلى إصلاح الشباب والأسر وحمايتهم من التيارات الفكرية أو السلوكية المنحرفة، والبرنامج من إعداد وتقديم الدكتور سامي بن خالد الحمود.
كما يسهم البرنامج في توطيد العلاقة بين رجل الأمن والمواطن، وتعزيز دور المواطن الفعال، وإبراز دور الأجهزة الأمنية وما تقدمه من خدمات جليلة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن والمواطن والمقيم.
البرنامج عبارة عن برنامج تلفزيوني وثائقي درامي (docudrama) يعرض في كل حلقة توثيقاً تمثيلياً لبعض القضايا الجنائية الحقيقية المنتقاة، يتم تقديمها بقالب إعلامي وثائقي يتم من خلاله بث العديد من المضامين والرسائل الأمنية للأسرة والمجتمع بشكل غير مباشر وبقالب جديد.
البرنامج بدأ عرضه هذا الشهر على القناة السعودية الأولى وتبث حلقاته أسبوعياً كل يوم أحد الساعة الحادية عشرة مساء، ويخرج البرنامج المخرج وائل عارف المصري، وتنتجه لصالح هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي.
بدأت فكرة البرنامج قبل أكثر من سنتين حيث تم إعداد دراسة لمشروع البرنامج وتنسيق العمل مع الجهات المشاركة، وتبنت هيئة الإذاعة والتلفزيون إنتاج البرنامج وفق مواصفات فنية عالية عن طريق المنتج المنفذ شركة الصحراء للإنتاج والتوزيع.
وضمت ورشة الكتابة عدداً من كتاب السيناريست منهم الدكتور مخلد الزيودي والمنصف السافي يشاركهم عدد من الخبراء والمستشارين الجنائيين، وخضعت الكتابة إلى عدة مراجعات ومعالجات درامية وصولاً إلى النص الذي يتناسب مع القضية المطروحة وتراعى فيه الضوابط الشرعية والأمنية والاجتماعية وعادات المجتمع السعودي .
وبعد كتابة ومراجعة السيناريو النهائي لنصوص الحلقات بدأت الترتيبات والتجهيزات لإنتاج حلقاته وفق الخطة المرسومة للإنتاج، وتم اختيار مواقع التصوير بصورة تحاكي مسارح الجرائم التي وقعت فيها القضية.
وحرصاً على جودة العمل، فقد تم تصوير مشاهد الحلقات من خلال أحدث كاميرات ومعدات التصوير، كما جرت عمليات المونتاج والمكساج ومعالجة الألوان وجمالية الصورة بشكل احترافي، وتم اختيار فريق عمل فني متخصص بقيادة المخرج وائل عارف المصري وهو من المخرجين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة وقام بإخراج العديد من البرامج المتميزة في عدد من القنوات، فيما تولى موسى عشا مهام المخرج المنفذ وهو أحد الخبرات المتميزة في العمل الدرامي وله تاريخ طويل في تنفيذ أعمال الدراما السعودية.
أما فيما يتعلق بالأدوار التمثيلية فقد تم اعتماد نخبة من نجوم الدراما السعودية ممن يتناسبون وطبيعة الأدوار في كل حلقة، ويشاركهم مجموعة من الشباب السعودي الصاعد والذين أتيحت لهم فرص محدودة للمشاركة وفق نصوص الحلقات وبما يتناسب مع قدراتهم ومواهبهم.
ومن أبرز الممثلين وضيوف الشرف المشاركين في حلقات البرنامج: عبدالعزيز السكيرين، وسعد الطلاس، وأحمد السعيد، وأغادير محمد، وفارس الخالدي، وسامي حازم، وعبدالله الحارثي، وصالح القايدي، وعبدالرحمن العنزي، وفوزي متعب، وعبدالعزيز المطرودي، وأسماء أخرى صاعدة.
البرنامج في دورته الأولى يتضمن عشرين حلقة تلفزيونية، مدة كل حلقة ثلاثون دقيقة، أما بالنسبة الموضوعات فقد شهدت دورة البرنامج هذا العام تنوعاً في الموضوعات والقضايا، ومنها: قضايا المخدرات وآثارها، وقضايا التعدي على الأنفس والأموال والأعراض، كما طرح البرنامج موضوع عصابات سرقة السيارات وتغيير معالمها، وتزوير الشهادات العلمية والأكاديمية، وتعرض البرنامج لظاهرة التفحيط وأثرها على حياة وسلوك الشباب، كما عرض البرنامج موضوع الجرائم الإلكترونية من خلال قصة شاب دخل عالم التهكير واختراق المواقع، وفي جانب الجرائم المتعلقة بالتعاملات البنكية، طرح البرنامج موضوع عصابة البطاقات التي تمتهن سرقة بطاقات الصراف واستغلال الضعفاء وكبار السن.
وفي جرائم الأحداث طرح البرنامج موضوع (المجرمون الصغار) حول جرائم الأحداث الصغار وأسبابها الأسرية من خلال قصة مراهق صغير جانح، وفي موضوع العقوق والإدمان تناولت إحدى حلقات البرنامج قضية شاب تورط في ترويج وتعاطي المخدرات، وتحول لإنسان فاسد عاق لوالده المسن، وشهدت الحلقة عدة مفاجآت وتحولات ستعرض خلال بث الحلقة.
وفي مجال الجرائم المالية عرض البرنامج حلقة بعنوان (الدولار الأسود) حول عصابة الدولار الأسود والتي تزعم تحويل الأوراق إلى دولارات، وفي الجانب الأسري طرح البرنامج حلقة (الزوج اللئيم) في قصة تراجيدية بين زوجين شهدت العديد من المواقف المؤثرة .
وحرص البرنامج على طرح قضايا الإرهاب والتطرف من خلال حلقة (مغاسل الأدمغة) والتي تحكي قصة حقيقية لشاب مر بأطوار متقلبة في حياته، واستدرجته جماعة متطرفة وتم غسل دماغه بأساليب ماكرة، حتى وصل إلى مرحلة خطيرة من التكفير واستباحة الدم والإقدام على عملية انتحارية باستخدام الحزام الناسف، ونظراً لحساسية وأهمية هذه الحلقة فقد شهدت مساراً خاصاً في كتابة النص وصياغة الشخصيات وفق دراسات دقيقة حول واقع الجماعات المتطرفة وسلوكيات معتنقي هذه الأفكار.
وتم إنتاج الحلقة بالاشتراك مع فريق عمل أمني ضخم من الجهات الأمنية يرافقه عدد كبير من الآليات والمدرعات وطائرات الهيليكوبتر في مواقع التصوير في منطقة برية واسعة خارج مدينة الرياض.
ومن خلال الرصد الأولي لردود الأفعال بعد بث الحلقة لقي البرنامج قبولاً وإثارة لدى المشاهدين، واستحسن العديد من الإعلاميين والمراقبين الفكرة الجديدة التي طرح من خلالها البرنامج قضايا جنائية حقيقية بقالب غير مسبوق على المستوى المحلي، كما أسهم عنصر الغموض والإثارة في شد انتباه المشاهد الذي بدا وكأنه يسير مع محقق القضية وهو يحاول كشف لغز الجريمة ويقترب شيئاً فشيئاً من الوصول إلى الحقيقة والقبض على الجناة.. وهذه الطريقة مثيرة جداً وتستهوي النفوس، لا سيما الشباب المغرمون بالأفلام والروايات البوليسية.
ويعتمد البرنامج على قالب الدراما الوثائقية بطريقة مثيرة تحاكي الأفلام والروايات البوليسية.. حيث يعرض البرنامج كل قضية بأحداثها المتسلسلة ابتداءً بلحظة وقوعها، ومروراً بالجهود التي قام بها المحقق وأجهزة الأمن لكشف الجريمة، وانتهاءً بالقبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة.
وتتضمن كل حلقة من حلقات البرنامج مشاهد درامية ووثائقية التي تحاكي مشاهد القضية الحقيقية، ونصوص صوتية للربط والتعليق الداخلي وفقاً لتسلسل سيناريو القضية، مع لقاءات سريعة مع محققي القضايا ومتحدثي الجهات الامنية التي باشرت القضية حسب نوع الجريمة .
ونظراً لحساسية قضايا البرنامج وتعلقها بخصوصيات المرتبطين بها فقد حرص البرنامج على الدقة التامة في استبعاد كل ما يمت للأشخاص أو الهيئات أو البلدان بصلة تنتهك خصوصياتهم، وتقديم محتوى كل حلقة كقصة مجردة بسياق مترابط منضبط.