عبدالمحسن علي المطلق ">
اتصلت لأبارك له..
وقبل أن يجيب على مباركتي. ابتدر بـ(لعلي أترك بصمة)
والبصمة التي رامها تعني أو تدل على مرام وآفٍ.. وكاف، إذ لا أحسبها اليوم -بالذات- كمفردةً تخفى على ذي لبّ!
بخاصة وقد أمست معظم المعاملات تحتاج إليها، بل إن أجهزة الجوال (الذكي) إلا وفيه منها حظ كبير..
لكني أستلحق مؤكداً أنه لم يعنِها أعني يوم هاتفته لأهينه، لكنه قصد إيجاز عن كلام طويل مصطبغ بالمجاملات التي قهقرت من التنمية في عالمنا النامي…
هذا وأذكر هذه الجملة أني (سبق) أن سمعتها من أخي «أحمد بن محمد الخميس» الذي أمسي عليه بهذا المورد (مدير مكتب حقوق الإنسان) في بريدة إذ قالها لي، وذاته كلها همه مفعمةً، أبلغه الله ما يروم وهي دون أي فلسفةً: [ترك من خلفي ما يخبر أني مررت يوما من هنا] نحو:
ومن رجلا إن أتوا بعده
يقولون مرّ.. وهذا الأثر
(ولو) بعلامة فارقة بسيطة تبرز بها بين أساطين سبقوا أو أفذاذا. من بعد لحقوا، وإن كان هذا داعيه أولى ما ضمير المرء، لحديث (اطب مطعمك..)
وفي السياق أسوق (رقابة الضمير ولا رقابة الأمير)
لكن العجب أن الرجلين لا يعرفنا بعضهما لكنهما بالإدارة الواعية والمثابرة على بلوغ الإنجاز واحدة، أو هما تخرجا من ذات العطاء الذي نرجوه لجيل يحمل الشعلة بهذا الزمن الذي بصراحة يغالبها التقهقر، وربما التراكم من تركة مسها بعض ترهل إلا ما شاء الله، وهنا عسى أن ننفض عنا غبار التثاؤب في عهد أبو العزم ملكنا (سلمان) الحزم.
.. أقول ما تقدم، ونحن في عهد (سلمان) أبي العزائم أن نبلغ بوطننا العطاء أعلى ما نرجو فسر دين لذاك، أو مقاربين لأفق ذلك ولأن كانت الأرض كالعرض (لا يفرط به) فالوطن ليس له ثمن ومن لا يعرف ثمن الدر ولما يكنز؟
فكيف بما هو أثمن من الذهب؟
درجة قال يوما إبراهيم طوقان
بلادي (وان جارت علي) عزيزة
وأهلي (وان بخلوا علي) كرام
إذ.. لا شك أن معطيات العصر و(ملهياته) أيضاً إلا وتحوْل الذات الواعية عن المضي للهدف، فكيف بتيك التي اتخذت من الدعة، والركون إلى شيء من المغريات عن أن تنتج مسار، لربما وجدت من خلال بعض مساربه -من أعذاره- ما يقوم بمهمة الدفاع، وقد لا أتجاوز إن قلت التخدير.
.. نحن اليوم ( بني وطني) بحاجة لأيادٍ تعمل، ترفع.. تنهض من أمالنا تدفعنا إلى ذاك المكان الذي لا ينقصنا شيئاً من أن نبلغه، فعلام.. لا نبلّغ نحن ( بني وطني) ونحن نجابه عدة ثغور، فعلاما لا نأخذ الجدية مطية والمثابرة عنوانا.
إذ.. كيف بربكم نرجي ذاك، ونحن لا نفعّل الأدوات التي بأيدينا، والإمكانات التي أوتينا، وهاكم همسةً: لأن كان التنوير (خروج الإنسان من حالة القصور العقلي) - كذا رامه الفيلسوف الألماني «كانط» - فكيف يحسب القصور في العطاء في حالة تيسّر (امتلاك) أدوات العطاء؟!