هذه السالفة من السوالف التي تدل على حسن الجوار.. والجار له حقوق عند العرب ونحن ونحمد الله في وطننا وفي مجتمعنا الأبي حقوق الجار محفوظة منذ الأزل، يقول الشاعر محمد النجدي العنزي رحمه الله في قصيدته المسماة بالشيخة:
الا ومع هذا لك الله لنا كار
عن جارنا ماقط نخفى الطريفة
نرفى خماله رفية العش بالغار
ونجعل له النفس القوية ضعيفة
هكذا هي طباع أهل هذا الوطن الغالي تجاه الجار وأكثر من ذلك. وهذه السالفة وثّقها الراوي إبراهيم اليوسف في كتابه قصة وأبيات وهي براوية الراوي حمد بن شبيب السبيعي وهي كما يلي:
كان هناك رجل اسمه مسعود بن نهج من قبيلة آل مرة وكان صاحب إبل وحلال وفي سنة من السنين نزل جاراً عند آل حقبان من قبيلة الدواسر وقد قاموا بإكرامه وتقديره ومساعدته من سقيا لحلاله أو جلب الطعام له من المدن وعند ما فرقتهم ظروف الحياة وذهب إلى جماعته وتذكر جيرانه الدواسر وما قدموا له من حسن الجوار والتقدير والإكرام أنشد هذه الأبيات:
عسى الله يعز اللي يعزون جار البيت
الاد العياضي ليتني من دناويهم
على حشمة معهم وقدرٍ يالين
اقفيت وخطلان الايدي ماحدٍ عاضني فيهم
انا وهقوني بالمراجل ولا
سويت وهم موردٍ غصبٍ على اللي يماريهم
وبعد مدة كان مطالب بمبلغ من المال لصاحب دكان فطلب صاحب الدين من مسعود تسديد ما عليه وهو لا يجد ذلك المبلغ وقام صاحب الدين وشكاه وحكم عليه إما بالسجن أو تسديد المبلغ وعندما علم جاره صالح بن شملان ذهب إلى صاحب الدين وسدده عن جاره وقد أنشد مسعود المري هذه الأبيات:
انا فكني من حبسي القرم ابن شملان
ومن قدم الحسنى فيبغى الجزا فيها
وياهل النضا سيروا ومروا على الحقبان
رجالٍ ترحب بالركايب واهاليها
يكرمون وقت العسر وان جا اللقا ظفران
ونعم بهم وان كان كثرة عزاويها
والى القاء مع سالفه اخرى.. ولكم احترامي.