حراس المرمى من العملات النادرة في أيامنا هذه، وفي سوق كرة القدم المحلية على وجه الخصوص، وبالأخص المبدعون والمهاريون منهم، وقلائل منهم يتميز ويواصل تميزه وحضوره ويسير بنفس النمط وعلى نفس التوهج، ولكن حارسنا ومن نقصده اليوم هو نجم من نوع آخر حيث أعاد اكتشاف نفسه من جديد وهو حارس النادي الأهلي والمنتخب السعودي ياسر المسيليم فبعد أن تراجعت مسيرته كثيراً في حماية العرين الأهلاوي وظل حبيساً لدكة البدلاء لقرابة ثلاثة مواسم مضت، عاد الحارس المخضرم ليرتدي القفاز الأهلاوي أساسياً بعد غياب مفاجئ للحارس عبدالله المعيوف وفي واحد من أنجح المواسم لقلعة الكؤوس إلى الآن، ففي الدوري ما زال متصدرا إلى جانب الهلال، وتأهل لنهائي كأس ولي العهد، المسيليم البالغ من العمر (32) ربيعاً كان له الفضل بعد الله فيما وصل إليه الأهلي من إنجاز تاريخي، حيث ظل صامداً دون هزيمة طوال المباريات الماضية، فكان صاحب اليد الطولى في الحفاظ على شباكه خالية من الأهداف في العديد من المباريات، حتى بات الفريق الأهلاوي محافظاً على سجله خالياً من الهزائم، وقد أجبر تألق ياسر المسيليم المدير الفني للمنتخب السعودي السيد مارفيك على ضمه وإعادته إلى قائمة المنتخب السعودي الأول والمشارك في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العام 2018 في روسيا ونهائيات آسيا، ياسر المسيليم الذي لم يغب عن الحراسة الأهلاوية لهذا الموسم ولا دقيقة إذ حافظ على نظافة شباكه في ثماني مباريات من 13 مباراة من قوام دور الذهاب من الدوري، واستقبلت شباكه 6 أهداف فقط، ياسر المسيليم يثبت لنا يوماً بعد الآخر ومن خلال عودته لحماية الشباك الأهلاوية ومجدداً أن اللاعب الملتزم والمثابر الذي يحافظ على أداء تدريباته وواجباته ويضع نصب عينيه هدفاً مهماً يسعى لتحقيقه وهو خدمة فريقه، فهو حتماً سيحقق مبتغاه وما يرجوه عشاقه ومحبوه ومشجعو فريقه.
عمر القعيطي - جدة