غدير عبدالله الطيار ">
نحن نعيش في هذه الدنيا المتغيرة ونواجه تحديات العصر الذي نعيش فيه وهذه التحديات تجعلنا في حاجة شديدة إلى التزود بالقيم الأخلاقية والسلوكيات الحميدة لمواجهة التحديات التي تكاد تعصف بكل ما غرس فينا من قيم ومبادئ الأخلاق ونحن هنا نهتم بتنمية الأخلاق وتعديل السلوكيات والتربية الأخلاقية وتعني التربية الأخلاقية أساليب تربية الطفل على المبادئ السامية والفضائل السلوكية والمشاعر الوجدانية التي يكتسبها الطفل منذ صغره ويصبح فرداً ذا شخصية متكاملة سوية. ولكن!! ما أهمية القيم والأخلاق والسلوكيات في حياة أبنائنا؟ سؤال يحتاج إلى تمعن لكي نعرف تلك الأهمية وأثرها على الأبناء، نعم تلك القيم والسلوكيات يجب أن تنبعث من ديننا الحنيف ومن أيضا تطبيق المبادئ الإسلامية في مدارسنا وأن يبذرها المربون في نفوس الطلاب ولنا في رسولنا قدوة حيث نعلم جميعا إنّ من أهم ما بعث لأجله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأخلاق، يقول عليه الصلاة والسّلام: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ويشهد الله عزّ وجلّ، من فوق سبع سموات، على أخلاق النبي الكريم، عليه أفضل الصلوات والتسليم، فيقول سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}... ولذلك نقول: إن أبناءنا وبناتنا وطلابنا بحاجة إلى الأخلاق، وهذه الحاجة من ضرورات الحياة الاجتماعية.
إن حياه الأبناء وحسب ذاتهم وفطرتهم بحاجة إلى أن يكونوا أمناء صادقين بعيدين عن أي نوع من الخصال السيئة كالحسد والضغينة، والبذاءة وسوء الظن والازدواجية والنفاق، كما أنه وحسب حياتهم الاجتماعية مضطرين إلى أن يتسموا بالأخلاق ليصبحوابوسعهم ان يحيوامع الآخرين ويعاشرهم معاشرة حسنة، وأن يحبواالناس ويراعوا الأخلاق والصفات الإنسانية وضوابط الحياة الإنسانية، ولا بد من الاستفادة من هذه الحاجة الفطرية والاجتماعية، وأن نعمل جميعا على توجيه الأبناء ودفعهم نحو الأعمال الحسنة والمرضية ونحو الفضائل الأخلاقية لاسيما هذا الزمن الذي كثرت فيه المتغيرات والأحداث
فزماننا هذا زمن الانفتاح والمتغيرات، ومع كثرة التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات والشبهات حيث أصبح الشباب والشابات يعيشون اليوم في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيرات ولا شك أنها تسبب لهم كثيرًا من المشكلات التربوية والأخلاقية. لقد أحدثت الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تغيرًا مهمًا في المجتمعات بما قدمته من وسائل للاتصالات، جعلت العالم ينساب بعضه على بعض، فلا حدود ولا قيود تقف في وجه انتقال المعلومات، والتربية بحكم عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغير؛ وبناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصرُ المعلومات وعصر الانفتاح، ستحدث تغيرًا كبيرًا في منظومة التربية؛ مناهجها وأساليبها وأثرها, ولذا أصبح من المهم مراجعة منظومة التربية لتتوافق مع الأثر الذي ستؤديه في زمن الانفتاح. لقد أصبحت عقول وأفكار وأخلاق أبنائنا ميدان سباق, والدعاة والمربون أحق من ينافس وأجدر من يسابق للوصول إليها وحمايتها من كل زيغ أو فساد. ففي ظل هذا الانفتاح تتضاعف مسؤولية المربين في تربية النشء وفي إعداد جيل يحمل مبادئ الإسلام وقيمه, وفي ظل هذا الانفتاح يزداد العبء على الدعاة والمربين للوصول بالجيل الناشئ إلى بر الأمان بعد توفيق الله فالأسرة والمدرسة مثلاً هما الخليّة الأولى في بناء المجتمع، والمحضن الأول للإنسان، ففيهما ينشأ ويترعرع ويكتسب الابن المثل والقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وهي جزء لا يتجزأ من بناء شخصية الفرد داخله، فعلى الوالدين والمربين العناية بهذا الأمر وتربية الأبناء التربية الصالحة التي تنطلق من منهج الوسطية المأمور به. ويحسن بهم الحرص على معرفة أصدقاء أبنائهم وقرنائهم، وتوجيههم متى ما وجدوا ملحوظة على هذا الصديق.
كما ينبغي الحرص أيضاً على مراقبة الأبناء وتوجيههم في تعاملهم مع التقنيات الحديثة وخاصة ما يسمى بالإنترنت؛ فهو بوابة كبيرة لتبادل المعلومات والاطلاع على الثقافات وفيه الصالح والطالح، والحسن والقبيح، فعلى الشاب أولاً - المتعامل مع الإنترنت - أن يحرص غاية الحرص، على ألا يجعل لأرباب الفكر الضال على عقله باباً، بالاطلاع على مواقعهم أو كتابتهم حتى من باب الفضول؛ فقد تقع الشبهة ويصعب تداركها، ونسأل الله جل جلاله أن يحفظ شبابنا من كل مكروه، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن يرد ضالهم إلى طريق الهداية والرشاد.
فالتعليم لابد منه في هذة الحياة ليتعلم الأبناء الصفات الحسنة والعلوم التي ترتقي بالأمم لأن الطلاب والأبناء حينما يتعلمون يصلون بعلمهم إلى آفاق عدة ويرتقوا بعلمهم لرفعة شأن وطنهم حيث عملت وزارة التعليم على حماية الطلاب والطالبات ببرامج هدفها حماية النشء ومنها البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات (فطن) وهو برنامج أطلقته وزارة التعليم ويعد هذا البرنامج «فطن» برنامج وطني يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويسعى من خلال خطته الاستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، أن يكون الأول وقائيًّا محليًّا وإقليميًّا
وتمثلت أهدافه في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات، من خلال ما يقدمه البرنامج، لوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة. كما تتمثل أهدافه أيضا في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي وتكوين فرق تطوعية ومساهمة لدعم تنفيذ البرنامج كل هذة البرامج مجتمعة من أجل أن ينشأ جيل واعد همة الدفاع عن دينه ووطنه وشعاره الولاء لله والطاعة لولاه الأمر وقادتنا حفظهم الله وأكرر دائماً (دمت يا وطني شامخاً).