عبدالله بن حمد الحقيل ">
التربية عملية تتكامل فيها المعارف والسلوك، وإن التربية بمفهومها الشامل تعني تربية الإنسان تربية متكاملة في جسمه وفكره وخلقه وسلوكه وروحه وضميره، ليصبح إنساناً كاملاً ومواطناً صالحاً، فعملية التربية ذات صلة وثيقة بالتطور الاجتماعي والاقتصادي، وأصبح من واجبات المربي أن يكون نموذجاً صالحاً وقدوة حية طيبة في أخلاقه وسلوكه وتربيته قبل تسليحه بالمهارة العلمية، فالخلق عامل يؤثر في سلوك الإنسان وفي مقدرته على تكييف نفسه للبيئة، فالخلق السليم هو ما ينفع الفرد والمجتمع، كما أن العكس يعود بالضرر على الفرد والمجتمع، ولذا فإن للمؤسسات التعليمية دوراً كبيراً في التربية السلوكية، وتأصيل القيم الروحية عند الأطفال والشباب، من خلال شتى الوسائل المنهجية والتعليمية، فالشباب هم أمل الحاضر وعدة المستقبل، ومهمة إعدادهم وتربيتهم وتوجيههم ليست سهلة، وواجب إصلاحهم وتقويمهم ليس أمراً هيناً.
ولا شك أن التربية الدينية لها أثر كبير في إعداد وتوجيه الشباب، إذ الدين منهج للحياة وطريق للعمل الصالح وسبيل إلى الخير والرشاد، ويحفل تراثنا العربي الإسلامي بروائع من التوجيهات والوصايا التربوية والقواعد الأخلاقية والآداب القرآنية، كما حفلت كتب التراث بالشباب تربية وتوجيهاً وتعليماً، ولكل مرحلة من مراحل العمر ما يناسبها من التربية والتوجيه، فالتربية السليمة هي التي تنمي التفكير العلمي عند الإنسان وتكسبه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البنّاءة، وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه عاملاً على الاستفادة من التعليم الحديث وتنمية بلده بفاعلية ملؤه الحماس والإخلاص والبناء .. حقق الله الأماني وأن نرى شبابنا ووطننا وقد تبوأ المكانة اللائقة به، وحقق الله لبلادنا العزة والرفعة والتقدم والتطور والأمن والأمان والازدهار.
- عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون