عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
ما حصل لإخواننا في مضايا سوريا العزيزة حيث القتل والجوع والاعتداءات الغاشمة الظالمة بأبشع أساليب الاعتداء وبكل الأدوات والمواد المحرمة شرعاً وقانوناً وعقلاً يندى له الجبين وتحزن له الإنسانية...! لهذا يتوجب علينا جميعاً ألا نترك مضايا وحدها تواجه القتل والمجاعة من قبل ذلك العدو الشرس وهؤلاء الجنود أخزاهم الله وأذلهم أينما كانوا، إن مضايا لها مكانة كبيرة على خارطة سوريا العزيزة، اللهم اكتب لها ولأهلها النصر والتمكين والغلبة، أهل مضايا الغالية يُعانون من الجوع، وقد مات عدد كبير منهم بسبب هذه المجاعة التي كان سببها الحصار من قبل النظام ولا نظام ومن قبل (حزب الشيطان)، يجب أن نذكر إخواننا هناك دائما بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، لأن لنا إخوة في الدين يلاقون ما يلاقونه من جوع وقطع سبل المعيشة والتسبب في الأمراض وظلم واضطهاد واعتداء وحشي من قبل أعداء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، إخواننا هناك يسومهم الأعداء العذاب والإذلال والتشريد وقطع سبل ووسائل الحياة المعيشية الضرورية!، لكن للأسف نجد في المقابل هناك من يصمت تجاه الأعداء المعتدين الظلمة، حتى مجرد بيان تنديد لم تستطع ولم تجرؤ الهيئات والمنظمات الدولية على إصداره!! قوات البغي والظلم في مضايا وسوريا كلها لم ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأة، لأن الرحمة نُزعت من قلوبهم الحاقدة فاستمروا في تقتيلهم وانتهاكاتهم لأبسط الأعراف والقوانين الدولية والحصار الاقتصادي المميت!، واجب النصرة لهم علينا سواء بالدعاء أو المال أو النفس، كل ذلك يعتبر من حق المسلم على أخيه المسلم. إن للمسلم موقفاً شرعياً صحيحاً مما يحدث هنا وهناك في البلاد الإسلامية والعربية خاصة ما يتعرض له إخواننا المسلمين والأبرياء من أحوال لا تسر المؤمن، إن شعباً بنسائه ورجاله وشيوخه وأطفاله يباد ويضطهد ومذابح جماعية مؤلمة لأن المغلوب على أمره هو الشعب المسلم الأبي الذي قال: ربي الله. حقا إن الشعوب المسلمة لا بواكي لها فهي مضطهدة ومنتهكة حقوقها ظلماً وعدواناً.. هل جريمة هذا المؤمن أنه يعتنق الإسلام وكتابه القرآن الكريم حتى أصبح لدى دول العالم مجرماً؟ قال الله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
إن هذه الدعوة الربانية التي هي الدعوة إلى عبادة الله إنما هي سبيل المؤمنين المتوكلين على الله حق توكله، لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة وخرج كثير من المسلمين في بلاد الكفر والاستعمار والاضطهاد. خرجوا من النفق المظلم ذلك النفق الذي كتب عليهم أن يعيشوا فيه سنوات عديدة كانوا خلالها مضطهدين لا يستطيعون إظهار إسلامهم كما يجب، وقد دعت هيئة كبار العلماء للمسارعة إلى إغاثة إخواننا أهالي بلدة مضايا السورية المنكوبة التي يفرض عليها النظام السوري الإرهابي المعتدي الظالم وميليشيا ما يُسمى حزب الله وحلفاؤها حصاراً خانقاً منذ عدة أشهر، وأدى إلى مجاعة رهيبة وموت الكثيرين خاصة الأطفال الذين لا يتحملون الجوع لضعفهم، واصفة الهيئة الصمت العالمي بأنه عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية، وقالت الهيئة: إن هذا الحصار إنما هو حرب تجويع وجريمة بشعة نكراء..!! لذا فإنه من الواجب تجاه هؤلاء إخواننا المسلمين أن نسعى لمساندتهم ودعمهم بكل ما نستطيع، وليكن مسلكنا ونهجنا هو النهج الرباني والنبوي الشريف في الوقوف إلى جانب إخوة العقيدة والدين في مضايا سوريا وفي كل مكان، حتى نؤدي الأمانة في تبليغ هذه الرسالة الإيمانية والدينية إلى الناس ونقف مع المضطهدين والجوعى والأيتام.